من فضل الله تبارك وتعالى على عباده أن أعانهم ومكَّنهم من صيام هذا الشهر وقيامه، ونسأل الله تعالى القبول والمضاعفة، ولقد أمضى الناس هذا الشهر بأنواع من العبادات القولية والفعلية، مما كانت زيادة في رصيدهم الأخروي وفي موازينهم، وإن هذا الخير الذي أمضاه الناس في شهر الخير، لا بد أن يكون له بصمات تربوية وإيمانية عليهم بعد رمضان، وحول واقع الأسرة بعد رمضان سنقف على وفقات نتدارسها فيما بيننا، لعلها أن تكون دافعة لنا في الاستمرار على الخير ونقله للغير والثبات عليه.
الوقفة الأولى: يقول أهل التربية أن الإنسان إذا دام العمل مدة لا تقل عن خمسة وعشرين يومًا، كان هذا العمل سجية له، مع حرصه على تطبيقه؛ بحيث تزول الكلفة التي يشعر بها أول الأمر، وقد أمضينا على هذا الخير العظيم شهرًا كاملًا، فما أجمل أن يكون الخير الذي عملناه في شهر رمضان سجية لنا بعد رمضان!
الوقفة الثانية :أثبت لنا رمضان أننا نستطيع وبيسر وسهولة ولله الحمد صيام شيء من التطوع؛ كالاثنين أو الخميس، أو كليهما، أو غيرهما من التطوعات، فقد اجتزت بحمد الله شهرًا كاملًا متتابعًا، ولن تعجِز عن بضعة أيام متفرقة، ولكن اعقد العزم، وفكِّر في المكاسب قبل أن تفكر في المتاعب.
الوقفة الثالثة: أثبت لنا رمضان أننا نستطيع الاستيقاظ قبيل الفجر؛ لندرك الساعة العظيمة التي ينزل فيها ربنا إلى السماء الدنيا نزولًا يليق بجلاله وعظمته وينادينا: “هل من سائل فأعطيه سؤله؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟”.
الوقفة الرابعة: أثبت لنا رمضان أننا نستطيع أن نجعل لنا منهجية مع قراءة القرآن؛ حيث تمت قراءته مرات، ولله الحمد في شهر رمضان، فلنستمر بعده بنفس المنهجية أو منهجية أخرى مناسبة، فإن هذا من أعظم المكاسب من رمضان.
الوقفة الخامسة: كنا من خلال هذا الشهر المبارك في خلق حسن، وتعامل أمثل، ولله الحمد، فليستمر هذا التعامل الأمثل بعد رمضان في حسن المنطق، وفعل الخير والتعاطف والتراحم وبذل الصدقة، وصنائع المعروف.
الوقفة السادسة: نرجو من الله تعالى أنه كُفر عنا سيئاتنا وخطيئاتنا، فلنعقد العزم على عدم الرجوع إليها، ولا يَحسُن بالفرد أن يعفى عنه، ثم يعود يخطئ مرة ثانية، ولكن إذا عدنا إلى الخطأ، فلنتبع ذلك بالاستغفار والعمل الصالح، لعله أن يكون مكفرًا له، وناهيًا عن المنكر.
الوقفة السابعة: اجلسوا مع أنفسكم، وانظروا في مكاسبكم من شهركم المبارك، واختطوا البرامج والخطط الذاتية لكم ولأولادكم؛ ليكون الخير في عامكم كله لا في شهركم فقط، فإن النفس تحتاج إلى توجيه وإرشاد.