الأستاذ قاسي سعدي: الاستعمار الفرنسي قدّم معلومات مغلوطة عن التراث القبائلي

الأستاذ قاسي سعدي: الاستعمار الفرنسي قدّم معلومات مغلوطة عن التراث القبائلي

دعا قاسي سعدي أستاذ الترجمة والأدب بجامعة تيزي وزو إلى ترجمة كلّ ما كتب عن الأدب الأمازيغي باللغتين الفرنسية والإنجليزية إلى اللغة العربية حتى نكتشف دواخلنا ونحقّق ثورة ثقافية لا مثيل لها.

وقسّم الأستاذ قاسي سعدي تطوّر الأدب الأمازيغي بالقبائلية إلى ثلاث مراحل، وهي مرحلة ما قبل مولود معمري ومرحلة مولود معمري وما بعدها وفي الأخير مرحلة ما بعد ترسيم الأمازيغية.

وبدأ الأستاذ حديثه بالمرحلة الأولى التي استمرت مدة قرون من الزمن وتحدّدت في جانب الأدب الشفهي، كما أنّ أوّل عمل تدويني يخصّ الثقافة القبائلية كان من طرف المستعمر الفرنسي على يدي الجنرال هانوتو الذي أصدر كتابا بعنوان “الشعر الشعبي لقبائل جرجرة” عام 1867، ومن ثم مؤلف هنري باسي عن البربر.

وأضاف سعدي أنّ المستعمر الفرنسي أراد استنباط ذهنية المجتمع الجزائري حتى يفهمها ويسهل عليه التحكّم في الجزائريين، كما قدّم معلومات مغلوطة عن التراث القبائلي وابتغى التفرقة بين عناصر المجتمع الجزائري، ليأتي الباحث بوليفة الذي تعلّم على يدي ابن بسكرة بن سديرة الذي يعدّ أوّل من وضع قواعد للغة القبائلية، ويدافع بشراسة عن هذا التراث ويصحّح العديد من المعلومات.

وأكّد تغيّرا في مواضيع وأشكال الكتابة المتعلقة بالأدب الأمازيغي مثل تناول مواضيع تخصّ الفلسفة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وغيرها، رغم أنّها لا تخلو من الثقافة التقليدية وإن جاءت في رداء معاصر. واعتبر قاسي أنّ الأدب القبائلي يتشبّث بالأصالة وفي نفس الوقت يسعى للتطوّر والاندماج في القوالب المعاصرة، بينما أشار إلى أهمية ترجمة كلّ ما كتب عن هذا الأدب خاصة باللغة الفرنسية إلى اللغة العربية والذي سيحدث ثورة ثقافية لا مثيل لها ويساعدنا على كشف أنفسنا أكثر.

ويرى سعدي قاسي أّنّ محاولة انتقال الأدب الأمازيغي من الشفهي إلى المكتوب، تعد المنعطف البارز في تاريخه، إذ لم يكن هذا العبور مجرد انتقال للموروث الشفهي إلى مرحلة الكتابة والتدوين، لما تستوجبه هذه التجربة من جدّية وحزم في زمن العولمة، الأخطبوط الذي يلف عنق الثقافة الشعبية أو التقليدية لبلدان العالم.

ب\ص