بينما نحن نطوف بأروقة المعرض الدولي للكتاب بالعاصمة ودون سابق موعد، كان اللقاء جميلا مع الأستاذ الناقد كمال بونعاس القادم من أقصى الحدود الجزائرية من مدينة الحدادة بسوق أهراس بكل ما تحمله من معاني الأصالة والعروبة والوفاء، فكان هذا الحوار.
يتعاطى الكاتب كمال بونعاس بأشكال مختلفة مع الحرف، كيف يحلو له أن يقدم نفسه للقارئ؟
بونعاس كمال يشتغل في قطاع التربية الوطنية كأستاذ للعلوم الاجتماعية.. لامست النصوص مشاعره، يعيش بجمال الحرف .. مولع بالقراءة منذ الطفولة، قصص بائعة الكبريت والحسناء النائمة .. في الثانوي أنهيت حديث الأربعاء والأيام لطه وحمار الحكيم والنظرات والعبرات للمنفلوطي .. دخلت عالم الكتابة شابا يافعا من خلال كتابة الخواطر في جريدة الشرق الجزائري وكنت أرسلها بالهاتف الثابت لرداءة خطي وجرأة ما أكتب، وكنت أذيلها باسم مستعار أمير الرومانسية بحكم عادات وتقاليد قريتي المحافظة.
بداية أي مبدع تقف على خلفية الموهبة أولا، ومن ثمة الحوافز ونطاق تأثره بغيره، كيف كانت بداية الأستاذ كمال بونعاس؟
البداية كانت بقراءة ما تيسر من قصص الأطفال، ثم انطلقت قارئا عميقا لطه حسين والعقاد والمنفلوطي وجبران.. من الحوافز أن أستاذ اللغة العربية كان تونسيا يعشق ألى حد النخاع طه حسين، فحفزنا على القراءة له وأمّدنا بمؤلفاته وشدني نزار ودرويش …فكنت شغوفا بالقراءة والمطالعة.
نعاني من ضعف القراءة بشكل كبير، واستحوذت بقية الوسائط على وقت المتلقي، ككاتب كيف ترى السبيل لعودة الكتاب إلى دوره ومكانته؟
ضعف القراءة مسؤولية مشتركة …وتتحمل مناهجنا التربوية القسط الأكبر من المسؤولية في غياب التحفيز على القراءة وحتى النصوص المنتقاة في جميع المستويات التعليمية جافة لا تدفع الطالب للقراءة.. أما إذا أردنا أن نعيد الاعتبار للكتاب، فهناك محاور كبرى بداية من الكاتب والمادة المطروحة في الأسواق وتحفيز القارئ ..دور الاعلام والمؤسسات الثقافية الفاعلة ..لابد من سياسة لنعيد الكتاب لسابق عهده.
حدثنا عن إصداراتك، وهل أنت راض عنها ؟ وما هو الصدى الذي تركه كتابك الأخير “النص والصدى” في الأوساط الأدبية؟
النص والصدى هو باكورة أعمالي… طبعا أنا جد راض على المولود الجديد.. خاصة أنه وجد صدى واسعا بين القارئ والدارسين وسرّتني قراءات الشاعرة والناقدة سليمة مليزي ومصطفى بوغازي على صفحات الجرائد وكذلك القراءة الأكاديمية للأستاذ الجامعي والاعلامي والشاعر يسين خذايرية وأنتظر قراءتين من الدكتورين الصديقين فصيح مقران وعلي خليف وبعض الأقلام المهتمة بعالم النقد.

الساحة الأدبية تعج بعدد كبير من الروائيين والشعراء والكتّاب، فمن منهم يشدك أكثر إليه؟
طبعا الساحة الأدبية تعج فعلا بأسماء لاتعد ولاتحصى من خيرة الأقلام وأقف على نفس المسافة من هؤلاء المبدعين، ولكن بعض الأقلام تستفز قلمي ..على غرار سليمة مليزي ونادية نواصر وعقيلة زلاقي ورقعي نور الدين ومحمد جربوعة وعلاوة كوسة …وأسماء أخرى لا يتسع المجال لذكرها، فمعذرة لهم.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أحضّر لكتابين، واحد في القراءات النقدية والآخر سأرتدي فيه عباءة الباحث المتقصي على معركة ريادة شعر التفعيلة.
ما نصيحتك للكتاب الذين يشاركونك المسار ويضعون أرجلهم على السكة، للوصول إلى معانقة طموحهم دون غرور أو تراجع عن الهدف؟
على الكاتب أن يؤمن أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.. لذلك أنصحهم بالتريث وعدم التسرع، فالإصدارات لا تؤشر إطلاقا لقيمة الكاتب، فهناك كتاب مميزون ولا يملكون أي إصدار وهذا لايقلل من شأنهم والعكس صحيح.. وما أخشى على الكاتب اليوم الغرور.
كلمة أخيرة لقراء الجريدة؟
أولا أشكرك أخي الأديب الجميل حركاتي لعمامرة على صبرك معي، كما أرسل من خلال جريدتكم الغراء الموعد اليومي أسمى عبارات الحب للقراء الاعزاء.
حاوره: حركاتي لعمامرة