وأنت تلج مكتبة دار الثقافة أحمد رضا حوحو للمطالعة يقابلك كهل أمام حاسوبه المحمول وهو يتصفح مجموعة من الكتب ليأخذ من هذا ويستلهم من ذاك فتجد نفسك مع شاب لا يشيخ، إنه الأستاذ عز الدين بالطيب العقبي وهو في أبحاثه التي لا تتوقف على أسوار التاريخ، كانت لنا معه هذه الجلسة الحميمية لنقتطع جزءا من وقته الثمين فكان هذا الحوار الجميل فتابعوه..
بداية مرحبا بك على صفحات جريدة الموعد اليومي قدم نفسك للقراء الكرام؟
تحية لكل قراء الموعد اليومي وتحية خاصة لأخي الأديب لعمامرة، وتحية لكل متابعي المشهد الثقافي المحبين للغة الحرف..
عز الدين بالطيب من سيدي عقبة ولدت ببسكرة وتعلمت بين سيدي عقبة وبسكرة، عملت في التعليم والقضاء والإدارة، هوايتي الحرف كأدب أو كتاريخ وعموما أحب العيش في الوسط الثقافي الجاد.
كيف كانت بدايتك مع الحرف ووجع الكتابة؟
بدايتي وأنا في الابتدائي كنت أحب المطالعة وكنت أضطر أبي أن يأخذني معه إلى مكتبات بسكرة لشراء بعض الكتب التعليمية، في إحدى المرات اشترى لي (petit Larousse élémentaire) بثمن وقدره 39.99 دج.. كما كانت أول كتاباتي أدبية تمثلت في الخواطر وبعض المحاولات الشعرية..
ماذا تمثل لك الكتابة في هذا الزمن الذي أصبحت فيه القراءة شيئا غريبا وانحصرت بين فئات قليلة؟
الكتابة لغة أساسية للتعبير عن المشاعر والأفكار ولا يمكن الاستغناء عنها، ولذلك تعجبني الجلسات الثقافية الممتعة التي تتناول مواضيع هادفة والحديث عن الجديد في باب الكتب.
حدثنا عن إصداراتك وهل أنت راض عنها؟
لحد الساعة طبعت كتابين اثنين وعندي مجموعة أخرى جاهزة للطباعة.. أما عن الرضى فأنا راض تمام الرضى لسبب واحد وهو أنني قدمت كل ما أقدر عليه من جهد في التدقيق والتمحيص واجتهدت في تقديم ذلك بلغة مفهومة مناسبة.
ما رأيك في إقبال شباب اليوم على الكتب التاريخية؟
الإقبال موجود ولكنه ليس كافيا وربما يكون السبب في الإعراض يعود إلى انعدام ما يشجع على القراءة ويشوق إلى المواضيع التاريخية كما قد يعود إلى الدخلاء الذي يحشرون أنفسهم فيما ليس من شأنهم طلبا للشهرة..
بمن تأثرت في بداياتك ولمن تقرأ ممن كتبوا في ميدان التاريخ؟
تأثرت في الأدب بطه حسين وقرأت كثيرا من كتبه ولكنني أفضل الرافعي والمنفلوطي ونجيب الكيلاني.. أما في التاريخ فقد تأثرت بالدكتور عمر الماحي وهو دكتور سوداني كان يدرس التاريخ بجامعة الأمير عبد القادر، وكذلك الدكتور جمال عبد الهادي وكذلك الدكتور محمود شاكر وغيرهم.. أما القراءة فأنا لا أكاد أترك ما يصلني من مؤلفات من مختلف المشارب والمناهج الدراسية.
الساحة الأدبية تعج بعدد كبير من المؤرخين والأدباء فمن منهم يشدك أكثر إليه؟
منهم الدكتور سعد الله مثلا، نجيب الكيلاني، الرافعي، المنفلوطي كما أقرأ لبعض الأدباء الشباب..
أنت تكتب في الميدان التاريخي ما الخلاصة التي وصلت إليها بعد هذا الزمن الذي خضت فيه هذه التجربة؟
ما وصلت إليه أهمه هو أنه يجب الانطلاق من المصادر التاريخية لكتابة التاريخ وأن الانطلاق من قراءات مسبقة هو من الجرائم الفادحة التي تؤدي إلى تزوير التاريخ وتحكيم العاطفة فيه فندخل في متاهة المتناقضات..
ما هي أمنيتك، وما مشاريعك؟
أمنيتي أن أزور أكبر المكتبات في العالم مثل الأسكوريال وإستانبول وغيرهما..
أما مشاريعي فعندي كتاب في قصص الأنبياء جاهز، وكتاب عن تاريخ سيدي عقبة وكتاب عن تاريخ الخلفاء وتاريخ عن علماء قسنطينة والحلقات الثانية والثالثة والرابعة لسلسلة أعلام بسكرة، وهناك مشاريع أخرى في إطلاق البحث والإنجاز.. بالإضافة إلى عدة مقالات في مجلة الورثيلاني وكذلك في مجلة أصوات الشمال الالكترونية..


ماذا تقول للشباب الجزائري؟
أقول للشباب أن من لا يقرأ لا يمكن أن ينجح فالكتاب صديق وأنيس ومعين ومصدر للمعلومات وبالنسبة للتاريخ فمن لا يعرف ماضيه لن يستطيع أن يصنع مستقبله..
كلمة أخيرة لقراء الموعد اليومي؟
بالنسبة لقراء الموعد اليومي أقول لهم حافظوا على وطنكم ووحدتكم فنحن جميعا إخوة ولا بأس بالتنوع والاختلاف المعقول في إطار الثوابت الوطنية ولنحافظ على إرث الشهداء وأخيرا لا تنسوا إخوتكم في غزة وبيت المقدس ولو بالدعاء..
حاوره: حركاتي لعمامرة