يعد الأستاذ الكاتب الأديب والناقد عادل لخليدي ضمن أهم الناشطين على الساحة الثقافية الجزائرية بمساهماته الثقافية العديدة. بالإضافة إلى دراساته النقدية، وهو ما جعله يحظى بمكانة محترمة في الميدان الثقافي الجزائري.
وفي هذا الصدد استضافته يومية “الموعد اليومي” وكان لنا معه هذا الحوار.
بداية مرحبا بك على صفحات جريدة “الموعد اليومي” قدم نفسك للقراء الكرام؟
عادل لخليدي من مواليد 19 مارس 1985 ببوسعادة ولاية المسيلة، نشأت ببلدية الحوامد (الرمانة) وبها تربيت وترعرعت، تحصّلت على شهادة الليسانس في اللغة العربية
وآدابها عام 2010.
اشتغلت مباشرة بعد تخرجّي أستاذا للتعليم المتوسط عام 2010، رُقّيت أستاذا رئيسيا للتعليم المتوسط في فيفري 2019.
كيف كانت بدايتك مع الحرف ووجع الكتابة؟
كانت البدايات الأولى لكتاباتي أيام الثانوية وتبلورت أكثر في الجامعة وتمثّلت أساسا في القصة القصيرة، حيث اشتغلت طوال تلك الفترة على جمع قصصي القصيرة في مجموعة قصصية، وفي الآن نفسه اشتغلت على النقد لتوفّر ظروف البحث.
ماذا تمثل لك الكتابة في هذا الزمن الذي أصبحت فيه القراءة شيئا غريبا وانحصرت بين فئات قليلة؟
بالنسبة لي الكتابة لحظة وعي، نعم الكتابة تعني لي كممارسة فكرية ذلك المنجز التعبيري باعتباره إضافة ومساهمة تظهر آلام وآمال الإنسان أيا كان، الكتابة بأسلوب راق هي القادرة وحدها على التحليل والإقناع لأنّ هناك قارئا ينتظر هذه الكتابة في قالب الإضافة النوعية.
حدثنا عن إصداراتك وهل أنت راض عنها؟
صدر لي إلكترونيا عن دار كتابات جديدة للنشر الإلكتروني المصرية كتاب “إضاءات نقدية” قراءة في نصوص قصصية وأخرى شعرية أوت 2017 وسيعاد نشره ورقيا قريبا، كما صدر لي عملي الروائي الأول الموسوم بـ “لذة الجنون” الصادر عن دار الماهر للطباعة والنشر والتوزيع العلمة – سطيف مارس 2019، وأنا راض عن إصدارتي و أعتقد أنّه يمكن اعتبارها إضافة نوعية للمكتبة الجزائرية ويبقى الرأي والحكم للقارئ.
ما رأيك بكل صراحة فيما يصدر عن المطابع؟
رغم المنافسة القائمة بين دور النشر ورغم ما تقوم به من إعلام وإشهار إلا أني أرى أنّ شريحة كبيرة من الكتاب غير راضين عن دور النشر في الجزائر لأسباب عديدة
ومختلفة يعلمها الجميع، لكن هناك بعض دور النشر لا يمكن إنكار بصمتها في عالم الطباعة. وعما يصدر عن المطابع فهناك أعمال لا تستحق أن تطبع أصلا، وهذا يعني إعادة النظر في كيفية قبول الأعمال وكذا شروط العقد ومدى الالتزام بها.
بمن تأثرت في بداياتك ولمن تقرأ؟
في بداياتي الأولى وإيمانا مني بفكرة “اِقرأ واِقرأ واِقرأ لتكتب” كنت ألتهم الكتب التهاما خاصة القصص والروايات بالدرجة الأولى، فقرأت لـ (فكتور هيغو، أرنست همنغواي، فيودور دستويفيسكي، حنا مينة، بدر شاكر السياب، محمود درويش، هيفاء بيطار، إبراهيم سعدي، محمد مفلاح، عبد الملك مرتاض، عبد العزيز غرمول، جيلالي خلاص، واسيني الأعرج، أحلام مستغاني، الطاهر وطار، عبد الحميد بن هدوقة، سعيد بوطاجين، لكل هؤلاء وغيرهم قرأت، تأثرت بكتابات الطاهر وطار وبن هدوقة كما تأثّرت في بداياتي بكتابات الروائي إبراهيم سعدي وبوشعيب الساوري.
الساحة الأدبية تعج بعدد كبير من الروائيين والشعراء والكتاب، فمن منهم يشدك أكثر إليه؟
نعم، وهو كذلك، ومن شدّني أكثر القاص والروائي عبد القادر شرابة خاصة روايته “نصف وجهي المحروق”. الروائيان فيصل الأحمر، فتيلينة محمد، الشاعر محمد علي سعيد وغيرهم.

ماذا أضاف الفضاء الأزرق لك وما نصيحتك لمن يلجأون إليه من الكتاب والأدباء؟
الفضاء الأزرق قدّم لي الكثير، فمن خلاله تعرّفت على الكثير من الكتاب على الصعيدين الوطني والدولي، حيث أدرت لمدةٍ فقرة إضاءات نقدية بإحدى المجموعات على شبكة الفايسبوك، وكذا النشر والمشاركة بنصوص أو مقالات في المجموعات و الصفحات الأدبية، أدير حاليا اللجنة الأدبية للوثبة الثقافية للإبداع ببوسعادة، لا أنكر أنّ الفايسبوك صقل موهبتي في الكتابة من خلال الإطلاع اليومي على الإبداعات الكتابية وكذا شبكة العلاقات مع الكتاب.
نصيحتي لمن يلجأون إلى الفايسبوك من الكتاب والأدباء ضرورة التفاعل الإيجابي والاحتكاك سواء من المبتدئين أو المتمرسين على حد سواء بالإفادة والاستفادة.
كانت مشاركتك في مهرجان عين تافتيكا للأدب والإبداع مميزة، كيف تقيم ذلك من جهتك؟
فخور جدا بمشاركتي بندوة حول أدب الطفل في مهرجان عين تافتيكا للأدب والإبداع بالعلمة والتي كانت بمثابة فرصة جيّدة للتفاعل والحوار مع كتاب ومبدعي وطننا الغالي وفيما يخصني، مهرجان عين تافتيكا تجربة لن أنساها، ورحلتي من بوسعادة إلى العلمة وإقامتي بها كانت مميزة.
ما رأيك في المجلة الصادرة عن هذا المهرجان؟
المجلة الصادرة عن مهرجان عين تافتيكا، هنيئا لنا بها، هذا العدد منها كان مميزا على جميع المستويات، وبالمناسبة أوجّه كلمة شكر للأستاذين لشرف بوقرش والنواري بوغرارة متمنيا لهما دوام النجاح والتميز خدمة للوطن والثقافة.
ما هي أمنيتك وما مشاريعك؟
أدعو الله أن يحفظ البلد والعباد وأمنيتي أن أكون بحق رسولا من رسل السلام و المحبة والخير بحرفي ومن خلال مشاريعي كمشروع كتابي النقدي الذي جمعت فيه حوالي عشرين كاتبا من وطننا العربي والذي سيصدر ورقيا قريبا وكذا مجموعتي القصصية “عُمَّارْ ” التي سترى النور بعد تنقيحها وترتيبها.
بماذا تنصح كل الكتاب والشعراء المبتدئين؟
أنصح الكتاب والشعراء المبتدئين بضرورة الاحتكاك بمن لهم خبرة وتجربة في الكتابة مع ملازمة القراءة والمطالعة المستمرة لصقل الموهبة.
ما رأيك في الحركة الأدبية على المستويين المحلي والوطني؟
في اعتقادي ورأيي المتواضع أرى أنّ الحركة الأدبية بدأت في الآونة الأخيرة تشهد انتعاشا وتقدّما ملحوظا من خلال اقتحام الشباب عالم الكتابة وكسر حاجز الخوف وفي المقابل تشجيع الكتابة من طرف النوادي والجمعيات ودور الثقافة ودور النشر، كما أرى أنّ هذه الحركة قد تكون متقاربة على المستويين المحلي والوطني.
كلمة أخيرة لقراء الموعد اليومي؟
وجدتني سعيدا بلقائكم أسرة جريدة “الموعد اليومي” ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم لكم بأسمى عبارات المحبة والاحترام والتقدير لكم كل باسمه وكل بمقامه ولك أستاذي الفاضل حركاتي لعمامرة تحية خاصة.
حاوره: حركاتي لعمامرة