الأديب عبد الرؤوف زوغبي يؤكد لـ “الموعد اليومي”: روايتي “سماء مسجونة” حاضرة بـ “سيلا 2019”

الأديب عبد الرؤوف زوغبي يؤكد لـ “الموعد اليومي”: روايتي “سماء مسجونة” حاضرة بـ “سيلا 2019”

عبد الرؤوف زوغبي أديب وإعلامي وناشط ثقافي مساهم في الحراك الثقافي داخل الوطن وفي العديد من الدول العربية،  يحمل عدة شارات دولية منها عضوية اتحاد الكتاب العرب، عضوية المدرسة العربية الحديثة، عضوية المجلس الإداري الدولي للإبداع. صدر له ديوان شعر موسوم بـ “أمير العرب” ورواية “سماء مسجونة”، وله العديد من الأعمال تنتظر دورها في الصدور.

وعن روايته الجديدة “سماء مسجونة” قال زوغبي:”مراحب جمة بين دفتي مولودي الثاني “سماء مسجونة” والتي تحمل في طياتها آلاما وآهات لفئة هشة من المجتمع الشرقي الذكوري بامتياز، تعاني الاضطهاد والعنف في زمن فقدت المرأة حقها في الكلام ومن أبسط حقوقها في سماء ملبدة بالقيود والأسرار والغموض، فاخترتها أن تكون لهذه السماء قلعة من الأسوار والشبابيك الحديدية التي تمنع من إيصال صوتها والتعبير عن حريتها.

وستكون هذه الرواية “سماء مسجونة” بمعرض الكتاب الدولي “سيلا 2019″، وستكون لي جلسة بيع بالتوقيع يوم الخميس 7 نوفمبر الحالي لذات الرواية بالجناح المركزي الطابق الأرضي ” D69″ عن دار خيال للنشر والترجمة”.

وأضاف: “كما تتحدث روايتي سماء مسجونة عن معاناة الأطفال من جراء الإهمال الأسري والتفكك الاجتماعي واستعمالهم كلعبة وورقة رابحة في ظاهرة التسول والأعمال الإجرامية”.

وعن مشاركته في الصالون الدولي للكتاب، قال زوغبي: “سبق وأن كنت أحد العارضين به بديوان الشعر أمير العرب وقد كانت مشاركة محتشمة، لكن هذه المرة بعد طول غياب من عدم العرض، حيث كنت أزوره كمثقف وكصديق للإبداع لاغير.

والآن ألج بوابات الصالون الدولي برواية طالما أحدثت ضجة في العراق والإمارات ومصر، “سماء مسجونة” تواكب الحراك وتكشف عمق وأصالة الشعب الجزائري الحر الأبي الذي يعشق بلده ويريد لها الازدهار والتطور والنمو في ظل فترة كانت حكرا على بعض الأسماء.

وتابع في نفس السياق: “كقارئ مستبشر بحدوث ضجة في عالم الإبداع بدخول ما يفوق 400 رواية لصالون العرض هذه السنة وما يفوق عن 150 اسما يشارك لأول مرة في تظاهرة تعد الأضخم في عالم الابداع في الجزائر والثانية إفريقيا بعد معرض القاهرة الدولي والرابعة عربيا”.

مقطع من الرواية

“هي امرأة قيّدتها أوراق متناثرة بشهودٍ على زاوية الغياب.. ورجلٌ تمرّد على غيومه الجافة حتى من قطرات ندى الفجر.. جمعهم صدفة قدر يترنح على ضفاف  الفوضى….! في البيئة الشرقية، حيث لا يُسمع فيها حنين ثكلى، ولا أنين امرأة حملتْ وتعبتْ وكدّتْ، يلتف كالأفعى حولها.. رجل لم تعرف الرحمة لقلبه طريقًا ولا للرأفة بين دفتي صدره مُتَّسعًا.. اقتاده الوهم لتغييب ضميره و وأد حقيقة إنسانيته وآدميته..كان يظنُّ أن الشعاع المنبعث عبر النافذة مجرد انعكاس لومضات شموع الغرفة..

غادر الكوخ غير مبالٍ بما حوله، وأخذ الطريق نحو مقهى القرية العتيق، دخل إليه مُتَّخِذًا مقعدًا تهاوى عليه بعدما استدار نحو سرواله ليرتِّب تعاريج محملتيه، وطلب من النادل أن يأتيه بكأس حليب وعلبة سجائر.. رمقه “سي مختار” – صاحب المقهى- بنظرة لا تخلو من الغضب بعدما رمى بجلبابه الطيني جانبًا وجلس على كرسيه الهزاز وراح يبرم شاربه الكث، ثم قال مُحدِّثا عَمّار بنبرة من السخرية والازدراء: إيه يا عمّار! متى وصلتك حضارة تعاطي المخدرات..؟ تلملم عمّار في مقعده وأطفأ رابع سيجارة يشعلها وقال: عَمِّي مختار.. هذه الدنيا تحملك على ظهرها، ثم تلفظك كأنّك نكرة لا تكاد تُذكر بعدما تعبث كيف شاءت لتلقيك في قمامتها دون ذِكرٍ أو حتى أثر أو بقايا ركام..!

فاطمة.. زوجة تعيش مرارة الحياة معه بعدما شرّدها وسلبها حتى أنفاسها وكلّ ذكرياتها الجميلة، ولم يتبقّ لها سوى أملها في الحياة (سلمى) ابنتها الصغيرة، رمز سعادتها وإكسير حياتها التي تكابد للعيش من أجلها فقط..!

كانت بمثابة الباحثة عن هويّتها أو مكان تعيش فيه، وفي وجدانها سُمٌّ قاتل وبقايا نبض.. صراع بين الحياة والموت وشعور عميق بالضياع، لتقضي أيامها المقدّرة مع الموتى الأحياء أو السائرين إلى القبر..

حورية/ ق