اسم إذا ذكر في عاصمة الزيبان، فإنك حتما ستتذكر مفدي زكرياء، ولكن أستاذنا الحاج جلال كما يسميه سكان بلدة برج بن عزوز ببسكرة يمتاز بالسلوك والسمعة الطيبتين، كانت له مؤخرا مشاركة بأوبيرات “بردة الجزائر” التي تم عرضها بقاعة الفكر والأدب لدار الثقافة أحمد رضا حوحو، حيث كان لنا معه هذا اللقاء…
أحمد جلال مرحبا بك على صفحات جريدة الموعد اليومي، قدم نفسك للقراء؟
أحمد جَلال من مواليد بلدية برج بن عزوز، دائرة طولقة، ولاية بسكرة، يتعاطى الشعر والقصّة القصيرة والرواية، يتجوّل في الحقل الجمالي ويتفاعل معه، ولا يدّعي امتلاك النّاصية الأدبيّة ولا الشّعريّة.
كيف كانت بدايتك مع الحرف؟
أوّلاً: يعود الفضل في ذلك إلى معلّمينا وأساتذتنا الذين رافقونا عبر مراحل التّعليم، علّمونا الحرفَ العربيّ الجميل، وأبجديات الذائقة الأدبيّة، وكانت البداية مع أوّل نصٍّ شعريٍّ، نشرتهُ جريدة “الشّعب” واختارت له عنوان “أغنيّة تبحث عن ملحّن” كان ذلك سنة 1975م.
والنّصّ الثّاني: نُشرَ في مجلّة المعهد التكنولوجي العربي التبسّي بباتنة بعنوان
“لُـغـتـي” عامَ 1978م.
لك أعمال أدبية مطبوعة عرّفنا بها؟ وهل أنت راض عنها؟
أعمالي المطبوعة إلى حدّ اليوم، أربعةُ إصدارات: دواوين “في زمَـن الأصيـل” سنة 2013 و”ملحمةُ الـزّعاطشة” سنة 2015 و”دُرّة الـزّيبـان” سنة 2016 ورواية “قلب في قفص احتيال” سنة 2019 وكلّها عن دار علي بن زيد للطباعة والنّشـر. وأمّا الرّضا فهو نسبيُّ دائماً، والأمل يحدونا نحوَ الأفضل.
بمن تأثرت في حياتك الأدبية من الكتاب والشعراء؟
كان التأثر شديدا بشاعر الثورة الجزائرية: مفدي زكرياء، وبأمير شعراء الجزائر: محمد العيد آل خليفة، وكنتُ معجباً بالشاعر الفلسطيني محمود درويش وببعض الشّعراء من الرّعيل الأول.
أما من الكتّابة، فقد استرعى اهتمامي ما كتبه الشّيخ العلاّمة محمد البشير الإبراهيمي والأديب الرّوائي عبد الحميد بن هدوقة من الجزائر، عميد الأدب العربي طه حسين والأديب الرّوائي المسرحيّ توفيق الحكيم من مصر، ومن لبنان الأديب جبران خليل جبران.
ما رأيك بصراحة فيما يصدر من أعمال أدبية مؤخرا؟
شهدت الساحة الأدبيّة في الجزائر خلال السنوات الأخيرة صحوةً إبداعيّةً معتبرة كمًّا وكيْفا، في مختلف أجناسها، حيث برز العديد من الأسماء التي لم تكن معروفة من قبل، وأعتقدُ أنّ الدّافعَ هو ظهور وسائل التّواصل الاِجتماعي، فهي الفضاء والمتنفّس الذي مكّن الشّباب من نشْـر إبداعاتهم، مع توفّر فرص الطباعة لمن استطاع إليها سبيلا، وحتّى لا نكونَ مُجْحفين، فإنّ دُورَ الثّقافة قد تكفّلت بإنتاج المبدعين من الشباب وتحمّلت بعض تكاليف الطّباعة، أمّا اتّحادات الكتاب الولائيّة فإنّ لها الدّور الرئيسي في استقطاب الأدباء والشعراء، ورعايةً للحركة الأدبيّة غير أنّه لا ينبغي أن نغضّ الطّرفَ عن الجانب الآخـر من الضّعف والنّقص من حيثُ الجودةُ في الإنتاج، وهذا الأمر في رأيي موكول إلى السّادة النّقاد لِلمرافقة والارتقاء.
ما سبب عزوف أبناء هذا الجيل عن القراءة؟ وما هي الحلول في نظرك؟
العزوف عن المقروئيّة مسؤوليّة الجميع والنّسب مختلفة: وفْرةُ الأجهزة الإلكترونيّة وطُغيانها، واكتساحُها حقول العلم والمعرفة والمنظومة التعليميّة، حيث أنّ كثيراً من النّصوص في الكتب المدرسيّة، لا تعتمد الكتابَ كمرجع، ويُكتب تحت النّص وبلا خَجل، المرجع الأنترنت وكذا فتور الأداء المدرسيّ في الاهتمام بالكتاب، حتّى أصبحت جوائز الطّلبة والتلاميذ أجهزة إلكترونيّة بدلاً من الكتاب، وهذا نوع من التوجيه… وفي ظلّ هذه الظروف ضعفتِ الأسرةُ واضْمحلّ دورُها. أمّا ما يتعلّق بالحلول، فأقترح مايلي:
-دعْم المكتبات العموميّة التابعة لوزارة الثّقافة ماديّاً ومعنويّاً خدمةً لهذا الاتّجاه، لِما لهذه المكتبات من دوْرٍ رٍيادي.
-إيلاء الأهمّية لِلمكتبات العموميّة التّابعة للبلديات لِتحذوَ حذوَ أختها سالفة الذّكْـر.
-تأْسيس جوائز خاصّة بالمقروئيّة في مختلف المؤسّسات التّعليميّة والنّوادي الثّقافيّة، هذا على المستوى الجماعيّ، أمّا على المستوى الفرديّ فالحلول إذا صحّ العـزْمُ متنوّعة.
ماذا تنتظر من الرئيس القادم للجزائر؟
تنتظر الجزائرُ من رئيسها القادم، أن يكون جزائريّاً بِحقّ، وطنيّاً بِحقّ، فطِناً نبيهاً، صادقاً مُخلصاً.
ما هي أمنيتك؟
أمنيتي كأديب: أن تهتمّ الجهات الرّسميّة بالأدب عموماً وأدب الطفـل على الخصوص، وأن تعملَ على إتاحة فُـرص الطباعة بتوفيـر الورق محلّيّاً، فالجزائر غنيّة بمادته الأوليّة. وأمنيتي كجزائريّ: أن يعُمّ بلادي الأمْنُ والأمان، والسّعادةُ والرّخاء. أما أمنيتي كمسلم: تحرير فلسطين، تطهير القدس، توحيد كلمة الأمّة الإسلاميّة.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
من مشاريعي المستقبليّة: التفكيرُ في طبْعِ مجموعةِ قصص قصيرة لفئة الأطفال، وأخرى للكبار، وأمّا الكتابةُ شعراً ونثراً فهي المحرابُ فيه راحتي وسكينتي.
كلمتك لقراء الجريدة
كلمتي الوجيزةُ المتواضعة لكلّ قارئ لهذه الجريدة الغرّاء: حافظْ على موعدك الغنيّ الجميل، كن قارئاً جيّداً، فإنّ الحياةَ حياةُ، والقراءةُ حَـيَـوَات، ولا تنسَ نصيبك من الكتابَة، إذا كانتِ القراءةُ أخْذاً واكْتساباً، فالكتابةُ بذلُ وعطاء.
حاوره: حركاتي لعمامرة