الأديبة المغربية فوزية فيلالي لـ “الموعد اليومي”: أنا شديدة الطمع لا أشبع من سواقي زمزم… الكتابة عندي مثل مناجم الذهب

الأديبة المغربية فوزية فيلالي لـ “الموعد اليومي”: أنا شديدة الطمع لا أشبع من سواقي زمزم… الكتابة عندي مثل مناجم الذهب

 

الشاعرة فوزية فيلالي من المغرب الشقيق مرحبا بك على جريدة الموعد اليومي، قدمي نفسك للقراء؟

فوزية أحمد الفيلالي من مواليد مدينة فاس العريقة بالمغرب، أستاذة لغة فرنسية و خريجة كلية الحقوق وشاعرة باللغتين العربية والفرنسية وقاصة وزجالة، متزوجة وأم لثلاثة أبناء.

أهوى كتابة الشعر والقصص والسباحة، السفر والقراءة وخصوصا لروايات إضافة إلى الرقص والرسم، حاصلة على العديد من الجوائز والأوسمة في مسابقات شعرية وقصصية. شهادات تقديرية ودروع التميز وحضور متميز في عدة محافل وطنية ودولية ومهرجانات داخل الوطن وخارجه، كما أنني عضوة في العديد من الجمعيات و متحصلة على دكتوراه فخرية من طرف رئيس اتحاد منظمات الشرق الأوسط للحقوق والحريات بمصر وسفيرة القلم المغربي بمصر.

 

كيف كانت بدايتك مع الحرف؟

كنت دائما هاوية للقراءة والكاتبة منذ صغري، لكن لم تكن وجهتي محددة في صنف معين من الأدب، حيث كنت أكتب بعض الخواطر والرسائل التي كنت أتعمد التفنن في صيغ جملها بالرغم من أن دراستي علمية إلا أنني كنت أميل لتناول كل ما هو أدبي صرف من حيث اقتناء المجلات الفنية والجرائد السياسية والكتب الأدبية …لم أكن أصنف نفسي أنني شاعرة أو كاتبة، بل كنت أرى أن هذا المجال حلم ربما لن يتحقق لي يوما… فهو بمثابة سور عالي لا يتسلقه إلا من له خبرة عالية بالبحور الخليلية للشعر وأمواجه العاتية… بقي البركان خامدا في مفكرتي والالهام ينتظر الإفراج… فجاءني الفرج بعد معاناتي مع حزن فراق متتالي لأعز الناس لدي غيّبهم الموت عن ناظري ذات زمن… دون دراية مني انطلقت في كتابة قصيدة ردا على مرثية للشاعر ياسين الفيلالي كتبها في المرحوم أخي محمد.. وهي…

 

لمَ كل هذا الإصرار…؟

ثم ترادفت القصائد بغزارة وكأنني أسابق الزمن المتبقي من عمر كنت أكتب فيه على سطح الماء فيتبخر حروفا في الهواء… انطلق قلمي ليخبرني أن الحلم بدأ يتحقق وكانت باكورة كتاباتي المتأخرة ديوان …بداية حلم… سنة 2016 ثم تلتها دواوين أخرى. وكنت أول مغربية تصدر هذا النوع من الكتابة الشعرية السردية الأفقية مجموعة قصصية (دموع البحر) والآن أنا بصدد تنقيح مجموعة قصصية (صبايا النهر)، رواية (الجلاد فينا) وديوان (وابتدأ المشوار). أظن أنه ما زال في جعبتي الكثير أدعو الله أن يمنحني الصحة والعافية وطول العمر حتى أشفي غليلي في كتابة حروف أردت تأريخها في سجلات أوطان ربما تعترف بأقلام منثورة على بياض يوما ما… وتقوم الساعة.

 

أنت تكتبين بعدة لغات، ما هي اللغة التي ترتاحين لها أكثر بكل صراحة؟

أكتب باللغة العربية الفصحى والعامية الزجلية واللغة الفرنسية، ولقد فزت مؤخرا بالرتبة الأولى في مسابقة مائة ألف شاعر بمدينة سراكوزا بإيطاليا بقصيدة عنونتها قل لي Dis moi كتبتها بلغة موليير، ترجمت إلى الايطالية… وسيتم تكريمي في أواخر شهر سبتمبر بإيطاليا. بسيراكوزا، لكن أجد نفسي أكثر في كتابة القصيدة باللغة العربية، اللغة الأم.

 

ما هي أهم إصداراتك؟

أربعة دواوين شعرية “بداية حلم” صدر بالمغرب 2016، “سمراء وشاي” صدر بدار المعتز بالأردن 2018، ديوان “ريشة من شفاه أنثى” عن دار اللوتس بمصر.

 

 ديوان “وهل للفراشات دموع”؟

ديوان كان لي شرف طبعه في دار الماهر بالجزائر الشقيقة.. من هذا المنبر أشكر كل من ساعدني في إنجازه وخروجه لأرض الواقع وحمله لي إلى الدار البيضاء بالمغرب.

هل كانت لك أنشطة على التراب الجزائري؟

لي صلة وطيدة بالكتاب والأدباء الجزائريين، تجمعنا صداقة جوار وثقافة راسخة عنوانها المحبة والتميز والدفء الأخوي والثقافي.

وصلتني دعوة لحضور مهرجان بمدينة تبسة الجزائرية، لكن لظروف خاصة لم أتمكن من الحضور.. أنتظر فرصة ثانية إن شاء الله.

 

ما الذي يميز الحياة الأدبية بمدينة فاس وبالمملكة المغربية الشقيقة؟

مدينة فاس مسقط رأسي. المدينة التي أعتز بها كثيرا مدينة العلم والعلماء تخرج منها كثير من الكتاب والشعراء والعلماء والأدباء الذين لهم باع طويل على الصعيد الوطني والعالمي أمثال الشاعر محمد الحلوي.. الأديب علال الفاسي زعيم الوطنية وحزب الإستقلال.. يعرف المغرب نهضة فكرية ثقافية من الجيل الجديد، حيث اليوم نجد ثلة من الأدباء الذين تجسد أقلامهم القصيدة الحداثية والعمودية وكذا مجال القصة والرواية ويحتلون المراتب الأولى على الصعيد الوطني والعربي… لكن نلاحظ فتور ظاهر في مجال القراءات الورقية وتراجع نسبي وهذه قضية أخرى…

 

ماذا حققت طوال مسيرتك الأدبية وهل أنت راضية عن نفسك أم لا؟

الزمن مرآة تعكس صور وجوهنا… ننظر في زجاج يتكسر ولا ينطق لكن نحن ننطق، كل يوم نتغير مع مرور الوقت… تغيير يلازم ذاتنا وذواتنا. فطبعا كل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر… ولاضير إن كان هذا التغيير من حسن إلى أحسن.. الحمد لله هذا درب سرت عليه.. اختارني وأحببته .منذ بداياتي وأنا مصرة على السير قدما إلى الأمام، حققت جزء ضئيلا جدا من الإنجازات التي أطمح إليها، فأنا شديدة الطمع لا أشبع من سواقي زمزم علما وشعرا. الكتابة عندي مثل مناجم الذهب… قيمته في ثقل وزنه… أصنفها كبداية لمشوار طويل جدا ينتظرني وينتظر مني مجهودا كبيرا في البحث والتنقيب والدراسة .أجد نفسي ما زلت عالقة بأول درج سلم عالي تنتظرني روايات وإصدارات عالقة برفوف فكري تنتظر الافراج بكفالة قلم ومطبعة سراح طويل المدى.

 

ما هي أهم مشاريعك المستقبلية؟

طموحي هو إتمام روايتي “الجلاد فينا”، أنا الآن أشتغل عليها وهو أمر ليس بالهين يتطلب مني الوقت والتركيز.. أتمنى أن تخرج عما قريب للوجود ويتقبلها النقاد والقراء بصدر رحب وقبول حسن… أتمنى ألا تكون ولادة قيصرية لهذا النوع من الأدب.. لأنها أول تجربة لي.

ثم لي ديوان بالعامية الزجل “اسبولة القوافي” في اللمسات الأخيرة، كذلك مجموعة رسائل…”نزف الوريد” وديوان ..ويبتدئ المشوار وديوان باللغة الفرنسية  l’espoirأطمع وبكل صرار لإخراج وطبع ديوان شعر عمودي.. هذه غايتي، أنا يافاس وعشق مريم.. طموحاتي كبيرة فالعمر يسير بنا سريعا خصوصا أنني بدأت مشواري متأخرا بعدما أكملت مهمة تربية وتدريس أبنائي الثلاثة حفظهم الله…. أتمنى من الله أن يبارك في عمري، فلهفتي للكتابة بركان تفجر حروفا بعدما كان خامدا لأكثر من ثلاثة عقود أو أكثر من الزمن…

 

كلمة أخيرة لقراء جريدة “الموعد اليومي”؟

أولا أتقدم بالشكر الوافر لجريدة الموعد اليومي التي نشرت لي العديد من القصائد على صفحاتها الغراء وكذلك للإعلامي الذي حاورني الأستاذ الكاتب حركاتي لعمامرة.

حاورها: حركاتي لعمامرة