فايزة لكحل أو كما تسمي نفسها على صفحات التواصل الإجتماعي فايزة زاد، هي كنز من الثقافة بلا منازع، أديبة رغم خجلها فهي جريئة الكلمات، كان لنا معها حوار جميل إرتأيت أن أشاركه قراء جريدة “الموعد اليومي”.
مرحبا بك أهلا وسهلا على جريدة الموعد اليومي.. قدمي نفسك للقراء؟
أهلا بك وبجريدة الموعد اليومي راعية الإبداع والحرف.. كيف يمكنني أن أقدم نفسي في عتمة هذه الحياة، أنا امرأة صنعت من مزيج حروف مشوهة، ومنذ وعيت ذلك وأنا أعكف على ترميمها، تلف في روحي وفي الواقع الذي يصدمنا يوميا، تلف نسجته الطابوهات واللاءات، رتق عميق يأبى الإلتئام، أنا بإختصار امرأة أربعينية خريجة حقوق في زمن تضيع فيه كل الحقوق.. وإبنة إبداع التسعينات، وكلكم تعرفون معنى أن تولد موهبتك وحروفك في ساحات الدم والخراب، بإختصار فرح الإبداع بنا كان مجهضا لهذا تأخرنا كثيرا…
كيف كانت بدايتك مع الحرف؟
كما أخبرتك لا أذكر زمن عرفته أم عرفني.. تحديدا في مرحلة المتوسطة أو الثانوية، كنت أتابع برامج الإبداع عبر الإذاعة الوطنية بسبب شغف أختي الكبرى وأبي رحمه الله بها، كنت أتسلل لغرفة أخي وأقرأ كتبه لديستوفسكي وللمنفلوطي، للعقاد ومجلات العربي..كنت أسرق حلمي من دراستي وأكتب مواضيع انشائية تبهر الأساتذة…مع ذلك أقر أن البدايات صعبة جدا خاصة في زمننا حيث كانت فضاءات النشر قليلة جدا..فكي تقنع الحرف بك يلزمك الكثير من الاجتهاد..
حدثينا عن إصداراتك .. وهل أنت راضية عنها كل الرضا؟
بصراحة وقبل كل شيء لست راضية بإصداراتي، الكاتب دائما يتوق لأن يكون عمله أفضل وأجمل مما ولد به، يحاول دائما تجميل مولوده، لكن الولادة التي تخرج للنور تصبح مرسوما تنفيذيا، وعلينا تقديره مهما كان مستواه الإبداعي، نشرت باكورة أعمالي التي جمعت بها بداياتي القصصية كي لا تضيع، فهو فعل تدوين قبل أن يكون إيمانا بقدرتي على الإصدار رغم شهادات التقدير التي نالتها معظم قصصي ورغم تقدير النقاد لحرفي.. مجموعتي الأولى في القصة القصيرة هي مزاج مبهم صدرت بمصر عن دار ببلومانيا، وأيضا لي مجموعة مشتركة مع صديقتي عزيزة بوقاعدة في القصة القصيرة جدا بعنوان مريمان أيضا صادرة عن دار ببلومانيا..كما أشرفت على طبع مجموعة سنابل من حبر في القصة القصيرة جدا يضم مشاركات أغلب كتاب القصة العرب وشاركت بها بإثني عشر نصا…أيضا لي قصص في مجموعة كتاب العربي السوري أشرعة من ضوء ولي مشاركة في كتاب وكالة خبر العراقية المشرفة على مسابقة عالمية.
ما رأي فايزة لكحل في ما تنتجه المطابع من مؤلفات أدبية؟
المطابع أو دور النشر تساهم بأكبر قدر في تأسيس الرداءة، تطبع كل ما يردها من المبدع أو الأحرى الكاتب لأن أغلب المنشورات تفتقد إلى صفة الإبداع، بل حتى بعضها تنشر دون تدقيق لغوي، وهنا الكارثة، فقد أصبحنا نحلم بتقنين عملية النشر وإخضاعها للرقابة من مشرفين يؤهلون كل مبدع في مرحلة ما لطبع عمله…زمان كنا نتعلم من تجربة الآخرين، اليوم تحمل كتابا تندم لأنك دفعت فيه مالك..مع ذلك…هناك الكثير من الأصدقاء بعد عناء طويل وسنوات القحط رأت أعمالهم النور وهذا شيء مفرح، وبعضهم لازال ينتظر ولازلنا ننتظر معهم بشوق لنرى إصداراتهم..
ما تأثير وسائل التواصل الإجتماعي على حياتك الخاصة والأدبية؟
وسائل التواصل باب أمل جديد بالنسبة لي، أعادني لسكة أحلامي، وأعاد لألبومي قائمة اساتذتي وأصدقائي الذين فقدتهم ذات عناء..أعادت رأب الكثير من الصدع في أفقي. لقد فتحت لي فضاءات جديدة مع كتاب العالم وكتاب الوطن العربي، بفضلها صرنا نقرأ كل جديد، ودون معاناة.. نتحادث كأننا أبناء بلدة واحدة وهذا شيء مدهش يحسب للنت..
ما رأيك في الحركة الأدبية في الجزائر؟
رغم اجتهادات قليلة لتنظيم ملتقى هنا أو هناك، إلا أن الحركة قليلة جدا بالنظر إلى حجم الجزائر وهذا الكم الهائل من المبدعين…نفتقر لملتقيات وطنية ودولية كثيرة وعبر كل الولايات والدوائر ..بصراحة أحلم بتأسيس لملتقيات وطنية دورية من المبدعين …يجب أن يتكاتفوا ويوحدوا جهودهم لصنع واقع إبداعي موازاة مع الإفتراض…
هل أثّر الحراك الشعبي على الواقع الثقافي أم لا؟ وهل هناك أمثلة حية عن ذلك؟
أكيد أثر الحراك الشعبي…من خلال التفاعل الاجتماعي في صفحات التواصل بدا جليا التأثير..بعض الأدباء تخلوا تماما عن الإبداع وأصبحت صفحاتهم تحاليل سياسية مؤيدة ومطالبة بالتغيير…المبدع ربما كان أكثر فئات المجتمع تضررا أيضا بما آل إليه الوضع في البلد.. ربما هو أكثر معبر عن مشاعره الوطنية، وأكيد ستظهر على السطح نصوص وروايات تؤرخ للحراك تماما كما فعلت العشرية السوداء…مثال أنا واحدة أخوض تجربتي الروائية الأولى التي ستخرج للقارئ عن الحراك…
ما رأيك في أدباء منطقة الزيبان (بسكرة ) ومن هي الأسماء التي شدت إنتباهك ونالت إهتمامك؟
أسماء كثيرة قرأت لها بداية من الأستاذ العظيم عمر البرناوي إلى الكاتبة حنين التي تشبهني كثيرا…لا أريد أن أحدد لكن بسكرة تميزت بشعراء ميزوا ساحة الإبداع الجزائري في كل المراحل التاريخية..
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
من ناحية الإبداع سأكمل ما بدأته رواية ..على خط الحراك..طبعا وهذا العنوان قد يكون مؤقتا…ولي رواية في الأفق كتبت بعض تفاصيلها عن مجموعة أصدقاء عبر السكايب..بعنوان بعض العمر افتراض…في الحياة مشاريع مجهضة كثيرة فكرت بها كتأسيس دار نشر أو مكتبة كبرى للمبدعين فقط…
ماذا تتمنين من الرئيس المقبل للجزائر على كل المستويات؟
أن يكون رئيسا للجزائريين ويخدمهم بتقوى..يسبق مصالح الشعب على مصالحه..أن يقضي على كل الأزمات الوطنية.. ويعيد للجزائر أمجادها في المحافل الدولية..
كلمة أخيرة لقراء الجريدة؟
كلمتي هذه ليست الأخيرة ستكون الأولى، أحيي هذا النضال المتواصل لطاقم الجريدة وأحيي القارئ الوفي لها، وشكرا لصبركم ومتابعتكم لهذا الركن البهي …شكرا لمحاوري المبدع القدير حركاتي لعمامرة.
حاورها: حركاتي لعمامرة