يتأثر بها الدماغ سلبيا على المدى البعيد

الأدوية المنومة.. الحل الذي قد يُصبح مشكلة

الأدوية المنومة.. الحل الذي قد يُصبح مشكلة

أشار عدد من الدراسات الحديثة إلى وجود ارتباط بين خطر الإصابة بالخرف والأدوية المنومة، سواء كانت بوصفة طبية أو من دون وصفة طبية، وبالمقابل، تشير الدراسات إلى أن الأرق والنعاس أثناء النهار يمكن أن يؤديا إلى الخرف، كما ترتبط قلة النوم في حد ذاتها بتأثيرات صحية ضارة، مثل أمراض القلب ومرض السكري، وهو ما يجعل من الصعب على المرضى اتخاذ قرار بشأن ما يجب عليهم فعله.

وبما أن الأدوية المنومة أو الاستسلام للأرق كلاهما مضران بصحة الإنسان، يقول جوشوا نيزنيك الأستاذ المساعد في الطب في قسم طب الشيخوخة في كلية الطب بجامعة كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة “الخياران أحلاهما مر، والأمر متروك للمريض ليحدد: ما الذي أقدره أكثر؟ نوم جيد ليلا، أو منع حدوث شيء مثل الخرف؟”.

 

الأدوية المنومة

تشتمل أكثر أدوية النوم استخداما على فئة تُعرف باسم البنزوديازيبينات، والتي يتم تناولها لتخفيف القلق وتحفيز النوم، ولا تتوفر إلا بوصفة طبية، وتعمل هذه الأدوية عن طريق إبطاء الجهاز العصبي المركزي، مما يسبب النعاس والاسترخاء،

ويعتمد الأشخاص الذين يريدون تجنب الأدوية الموصوفة، أو الذين يعانون من الحساسية، على الأدوية المتاحة دون وصفة طبية والتي تسمى مضادات الكولين.

تسبب مضادات الكولين النعاس وتمنع عمل الأستيل كولين، وهو ناقل عصبي مهم ويلعب دورا في الذاكرة والتعلم والانتباه والإثارة.

وتشير بعض الأبحاث إلى أن الأجيال الجديدة من هذه الأدوية تؤدي إلى تخدير أقل بكثير وقد تشكل خطرا أقل لهذا السبب، إلا أنها ليست خالية من المخاطر، كما يقول الخبراء.

وتستخدم خلايا الدماغ الأستيل كولين لإرسال الرسائل، وتقلل الأدوية المضادة للكولين من نقل هذه الرسائل بين خلايا الدماغ، يقول سلون إن مرض الزهايمر “يرتبط بانخفاض مستويات الأستيل كولين، ربما يكون من الأفضل الحد من استخدامها قدر الإمكان”.

ويقول الباحثون إن الناس يعتقدون أن مساعدات النوم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، آمنة وجيدة، لكن قد يكون لها القدر نفسه من المخاطر الإدراكية مثل بعض الأدوية الموصوفة، ويوضح أن هناك كثيرا من الأدوية التي يستخدمها الناس للنوم لم تصمم للنوم ويمكن أن تكون خطيرة.

ويمكن أن تسبب مضادات الكولين ارتباكا وفقدانا للذاكرة وتدهورا في الوظائف العقلية خاصة لدى البالغين فوق سن 65 عاما. يقول سلون إن “أي شيء له تأثير سلبي على الدماغ يمكن ربطه بالخرف إذا استخدم بكميات كافية بمرور الوقت. إنها مؤثرة نفسيا، وترتبط بالمهدئات، ومن ثم يمكن أن تضعف الوظيفة الإدراكية إذا تم تناولها بانتظام”.

 

هل يمكن للمرضى أن يتوقفوا عن أدوية النوم تماما؟

حسب القائمين على الدراسة، فإنه يُمكن التوقف عن تناول الأدوية تماما، على أنه من المهم استبعاد الأسباب الأخرى للأرق وكذلك فهم طبيعة النوم، وخاصة مع تقدم الناس في السن، وغالبا ما لا يدرك الناس أن النوم يتغير مع تقدم العمر.

وتحصل على قدر أقل من النوم أثناء الليل وقد تحتاج إلى أخذ قيلولة أو اثنتين أثناء النهار، وهذا أمر طبيعي.

بالنسبة لبعض الناس، قد يساعد العلاج السلوكي المعرفي من خلال تعليم المرضى كيفية إدارة الأفكار السلبية التي تبقيهم مستيقظين بشكل أفضل، هذا، ويحاول المختصون الباحثون في هذا المجال باستخدام التقليل البطيء للجرعات تدريجيا كل يومين لمدة 18 أسبوعا مساعدة المرضى الذين يعتمدون بالفعل على عقاقير النوم.

فإذا كنت مستخدما منتظما للعقاقير، فلا تتوقف عن تناولها فجأة، كما يقول الخبراء، لتجنب أعراض الانسحاب والانتكاس.

ق. م