“الأدب الجزائري بحاجة إلى دعم إعلامي أكثر من الدعم النقدي”

elmaouid

 هو من الأسماء الأدبية الحديثة والناجحة بما تملكه من نظرة تجديدية للأدب، تشبعه بقيم الأصالة الجنوبية وروح التجديد الفكرية، وتنوع أفكاره بين العروبة والفرنسية، شكلت لديه ملكة أدبية وأسلوبا إبداعيا فريدا من نوعه، ما وفقه ليتوج بالعديد من الجوائز الأدبية، إنه الكاتب الروائي، محمد فتيلينة، من مدينة الجلفة، والذي التقته يومية “الموعد اليومي”، فكان لها معه هذا الحوار.

 

ـ بداية من هو محمد فتيلينة؟

* روائي من مدينة الجلفة، ولدت سنة 1975، أشتغل بالمجال التربوي منذ أكثر من 20 سنة، كمفتش للغة الفرنسية، أهتم بالحراك الأدبي، ولي العديد من المنشورات، طبعت 3 نصوص لي بالقاهرة، الأول هو بحيرة الملائكة، وكان البطل الرئيسي فيه، الأمير عبد القادر، النص الثاني هو “أحلام شهريار”، وأما الثالث فهو “غبار المدينة” الذي حاز على جائزة دار الأطلس للنشر بالقاهرة، السنة الماضية، وآخر نص كتبته منذ شهر وهو “خيام المنفى” الصادر عن منشورات بغدادي، كما لدي نص باللغة الفرنسية بحكم الجانب المهني عنوانه “timo n_ira plus a paris” التي حازت على جائزة دار المخطوطة “édition du manuscrit” وكنت ضمن أحسن 50 نصا مكتوبا بالفرنسية، وأشارك حاليا للمرة الثانية في معرض الكتاب الدولي للجزائر بكتابي “خيام المنفى” عن منشورات “بغدادي”، وهي دار نشر لها ثقلها، وسأشارك أيضا في معرض القاهرة بنفس الكتاب لكن بنسخة قاهرية.

 

ـ ما هو تقييمك لمكانة الكتاب الجدد في حضرة الكتاب القدامى؟

* هذا نقاش قديم يسمى نقاش المجايلة، وأنا بصراحة، لست من أنصار هذا النقاش ولكن هذا لا ينفي أن هناك الآباء المؤسسين للرواية الجزائرية سواء باللسان العربي أو الفرنسي والكتاب الفرنسيين لهم لمسة خاصة تعبر عن وطنيتهم بلسان فرنسي، ولكن بعد الإستقلال ظهر كتاب باللغة العربية وأشهرهم الطاهر وطار، ثم برز آخرون على غرار واسيني الأعرج، أمين الزاوي، بوجدرة.. وجاء بعدهم كتاب كبشير مفتي

وسمير قسيمي وآخرون من جيلي اسماعيل عبد الوهاب وعدة أسماء التي لا تحضرني حاليا، لكنهم سلكوا مسلك التجديد في الرواية الجزائرية، فهذه المسألة باختصار تحتاج إلى نقاش عام ومعمق.

 

ـ كيف هو واقع النقد الأدبي الجزائري في نظركم؟

* يفترض أن النقد يواكب النقد الروائي ولا أقول أن النقاد مقصرون، ولكن أرى أن التجربة النقدية في الجزائر، تحتاج إلى الكثير من الصقل، والكثير من الإضافات، وفي الفترة الأخيرة، ظهر الكثير من الروائيين في الساحة الأدبية، ولكن أعمالهم لا تتابع بالشكل النقدي الكافي وحتى من الناحية الإعلامية، لا نستطيع أن نقول إن هناك تقصيرا ولكن أقول إنه ليست هناك مواكبة فعلية، وربما من خلالكم سوف يطل علينا الجمهور وسوف تكون هناك رؤيا على الأقل لما ينتج، وهذه من أهداف صالونات الكتاب ومن مزاياها، فالجزائر ـ ولله الحمد ـ لها صالون كبير له موطئ قدم على مستوى الصالونات العربية والعالمية.

 

ـ هل كل كاتب ناقد بالضرورة؟

* ليس بالضرورة أن يكون كل كاتب ناقدا، فالنقد مرتبط بجانب أكاديمي في الحقيقة والأدب مرتبط بالإنتاج، فأنا مثلا على المستوى الأكاديمي، أحضّر رسالة دكتوراه في ميدان النقد الأدبي واهتمامي الإبداعي بالموازاة مرتبط بالرواية، فأنا أشتغل من وجهة نظر نقدية على نصوص جزائرية، ولكن أرى أن النص الأدبي الجزائري يحتاج إلى دعم إعلامي قبل أن يكون هناك دعم نقدي، فعلى القارئ أن يعرف الكتاب ثم بعد ذلك، يعينه الناقد على اكتشاف هذا الكتاب ومحتواه.

 

ـ هل تحضّرون حاليا لمشاريع أدبية مستقبلية؟

* هناك نص مختلف أنا بصدد التحضير له والمكان لكي أترك القارئ في أفق انتظاره ـ سيكون الأندلس ـ وفي الموسم القادم إن شاء الله وكتبت لنا الحياة فسوف ترون كتابا جديدا ومختلفا.