الأخلاق.. كيف نكتسبها وكيف نعدلها؟

الأخلاق.. كيف نكتسبها وكيف نعدلها؟

للأخلاق في الإسلام مكانةٌ عالية حتى إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم علَّل سبب بعثته بإشاعة مكارم الأخلاق، حيث جاء عنه صلى الله عليه وسلم: “إنما بُعثتُ لأتمِّم مكارمَ الأخلاق”، وفي رواية: “إنما بُعثتُ لأتمِّمَ صالح الأخلاق”. فمن وسائل تقويم الأخلاق:

– العلم: وبه يتعرَّف المرء على أنواع الأخلاق الحسنة التي أمر بها الإسلام، وأنواع الأخلاق الرديئة التي نهى عنها الإسلامُ، وهذا العلمُ ضروريٌّ ليعرف المسلم بأي خُلقٍ يتخلَّق، ومن أي خلُق يتخلَّص.

– أن يربطَ بين ما تعلَّمه من أنواع الأخلاق، وبين الإيمانِ بالله وتقواه، وأن يعلم بشكل كامل كيف أن تخلُّقَه بالأخلاق الحسنة سببٌ لنيل رضوان الله ودخول الجنة، وتخليصِه من النفاق ومن ضعف الإيمان.

– لا يكفي مجردُ العلم السابق بل لا بدَّ من استحضار ما تعلمه عن الأخلاق بشكل دائم، وتطبيقه بشكل عمليٍّ في مواقف الحياة اليوميَّة العابرة والمتكرِّرة؛ حتى تصبح سجيَّة له.

– مباشرة الأعمال الطيبة التي تساعد على تقويمِ الأخلاق، وتُسهِّل قبولَ الأخلاق الفاضلة، وتُخلِّص النفس من الأخلاق السيئة؛ لأن العلم وحدَه لا يكفي، بل لا بدَّ له من عمل، كما قال تعالى: ” قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ” الشمس: 9.

– وهنا يأتي دورُ العبادات التي هي من الأعمال الطيبة المؤدِّية لتقويم الأخلاق؛ فهي تزكي النفسَ وتزيدها طهرةً وزكاة وقوة ووقاية، قال تعالى في الصلاة: ” إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ” العنكبوت: 45. وقال تعالى عن الزكاة ” خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ” التوبة: 103. والصوم يربِّي النفس على الصبر وقوة الإرادة والعزيمة، ويُخلِّصها من الرياء. وهكذا بقيَّة العبادات؛ بدوامها تزكو النفوس.

– مخالطةُ المؤمنين ذوي الأخلاق الحسنة ومجالستُهم، والسماعُ منهم؛ لأن رؤية الصالحين ذوي الأخلاق الحسنة ومجالستَهم والسماع منهم تؤثِّر في النفس، وتؤدِّي إلى اقتباس بعض أخلاقهم. وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقي”.