أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء يومًا بالصدقة، فجاءت زينب امرأة عبد الله بن مسعود تسأله: هل يجزئ عنها أن تتصدق على زوجها؟ ووقفت بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبت من بلال أن يكفيها هذه المهمة، وقالت: “وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة” رواه الشيخان. وهذا أبو مسعود البدري يضرب غلامًا له بالسوط، قال: فسمعت صوتًا من خلفي: “اعلم أبا مسعود، للَّهُ أقدر عليك، منك عليه” فلم أفهم الصوت من الغضب، قال: فلما دنا مني وهو يقول: “اعلم أبا مسعود..” فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فسقط من يدي السوط، من هيبته، وقلت: هو حر لوجه الله، فقال: “أما لو لم تفعل للفحتك النار” رواه مسلم. وفي حديث “ذو اليدين” بشأن السهو في الصلاة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر أو العصر، فسلم عن ركعتين، وخرج فقام على خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها، وخرج الناس فقالوا: قصرت الصلاة، وفي القوم أبو بكر وعمر، فهابا أن يكلماه… ثم كلمه ذو اليدين. متفق عليه. وهكذا كان أقرب الناس إليه – أبو بكر وعمر – أعظمهم هيبة له. على أن هذه الهيبة، الناتجة عن الحب والتقدير والاحترام، لم تكن مانعة الناس من الحديث معه والقرب منه، وبخاصة أزواجه أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.