الأخلاق النبوية.. من صفات النبي صلى الله عليه وسلم

الأخلاق النبوية.. من صفات النبي صلى الله عليه وسلم

 

كان صلى الله عليه وسلم جميلاً أنيقاً، تحدث عنه أنس رضي الله عنه فقال: ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان عليه الصلاة والسلام مثالاً للكرم والبذل والسخاء، شهد له بذلك أصحابه المقربون إليه، قال جابر رضي الله عنه: ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فقال: لا، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير. وتحدث أنس رضي الله عنه عن هذا الجانب فقال: سأله رجل فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى بلده فقال لقومه: أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشي الفقر. وبلغ في الشجاعة مبلغ الأمثال، ففي يوم حنين حين كان الفرار وقف ثابتاً على بغلته بين هزيج الأعداء وقوتهم وهو يردد بينهم “أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب”، قيل فما رئي يومئذ أحد كان أشد منه.

كان عظيم الشفقة بهذه الأمة لدرجة أخبرت عنها زوجه عائشة رضي الله عنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما، خشي أن يشق على أمته فلم يوجب السواك عليهم وقال “لو لا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء”، وترك صلاة الليل خشية أن تفرض عليهم، وترك صلاة التراويح خوفاً من أن تكون واجبةً عليهم، وكان من شدة شفقته حين يسمع بكاء الصبي وهو في صلاته يتجوز في صلاته ويخفف فيها، كان من تواضعه أنه يركب الحمار، ويردف خلفه ولدان المدينة، ويعود المسكين ويمسح على رؤوس الأيتام، ويجيب دعوة الفقراء، ويجلس حيث انتهى به المجلس، ويقضى حاجة كل من أتى له، ونقلت زوجته عائشة رضي الله عنها بعض تواضعه فقالت: كان في بيته في مهنة أهله يفلى ثوبه، ويحلب شاته، ويرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويخدم نفسه ويقيم البيت، ويعقل البعير، ويعلف ناضحه، ويأكل مع الخادم ويعجن معها، ويحمل بضاعته إلى السوق.