الأخطبوط

الأخطبوط

لم تعد الكلمات التي أعرفها والتي حفظتها منذ نعومة أظافري تعبر عن غضبي وسخطي عليكم جميعا أنتم ـ أنتن، وأنت يا سيدي، أيها الرجل الوضيع، لا أستطيع أن أطلق عليك لقبا معينا، الأمور اختلطت في رأسي، لا يمكنني أن أخاطبك بجنس رجل أو امرأة، أنت كائن غريب.. أنت كلمة في جملة مفيدة، لكن مع الأسف ليس لها محل من الإعراب، أما أنت أيتها السيدة الفاضلة التي تدّعي البراءة والنقاء، هل تنظرين إلى المرآة كل يوم وأنت آتية إلى مقر عملك في مؤسستنا الثقافية الكبيرة، لا أظنك فعلت ذلك يوما، أنصحك أن تتأملي وجهك الذي حفرته تجاعيد الخبث والمكر، أنت أنانية، متسلطة تحبين نفسك لدرجة أنك رضيت أن تكوني إحدى أذرع الأخطبوط..

سؤال واحد يتبادر إلى ذهني مع كل صباح يوم جديد وأنا أستعد للذهاب إلى مقر عملي، هل أنا حقيقة سأصل إلى مكتبي لأمارس عملي وتقديمه على أحسن وجه، أم أشعل نار الفتنة بين العمال وأعلن الحرب على جميع الجبهات، لست أدري هل أنا جندية في ثكنة عسكرية مستعدة دائما لخوض المعارك والنزال…؟

لا أستطيع الإجابة سيدي، أجبني أنت أيها الأخطبوط؟ لماذا تفعل بنا كل هذا؟

تريد أن تستحوذ على كل ما هو لنا، خذه، افعل ما تريد، اسرق كل أموالنا، خذ راتبنا الشهري الزهيد، لكن لا تمس كرامتنا، لا تجعلنا لعبة شطرنج تحركها بأياديك الوسخة المتعفنة، أولئك اللواتي أسميتهن مسؤولات ووليات أمرنا وهن في الحقيقة أذرعك المدمرة، القاتلة أيها الأخطبوط..

هل تدري كم من مظلوم يكرهك؟ ينقم عليك؟ هل تعلم كم من كف ترفع إلى السماء بالدعاء والدموع المحرقة لتدعو الله أن يبيدك من وجه الكرة الأرضية ويخلص الناس من شرك ويقطع أذرعك الخبيثة.. سيدي زمن الغفران ما زال مستعدا لأن يحضنك لتكفر عن جرائمك في مؤسسة تنشر العلم والثقافة وروح التسامح

وحسن الخلق.. إذا أردت أن تسترجع دفاترك القديمة لتصححها.. أما إذا لم تكن لديك الجرأة لفعل ذلك، فعليك أن تنصرف عنا، تتركنا وشأننا لا تمس كرامتنا لأنه من الواضح أنك لا تعرف معنى الكرامة وخذ معك أياديك الآثمة التي تنفث سمومها في جسد العمال فيموتون قهرا وغما..

ارحل عنا أيها الأخطبوط، دعنا ننظف مؤسستنا من شظايا الظلم واليأس والموت البطيء، فبرحيلك أنت فقط يمكننا أن نزرع وردا وحبا وجمالا…

 

أمال عسول