الأب ودَوره في التنشئة الاجتماعية للطفل

الأب ودَوره في التنشئة الاجتماعية للطفل

يقول الدكتور محمد الششتاوي أستاذ علم الاجتماع: الأب يعتبرُ من أهم العناصر المكوِّنة للأسرة، والأب في الأسرة ليس مجردَ شخص عادي، ولكنه هو محورُ التكوين الأُسرِي، ليس له أدوار محدَّدة كباقي أفراد الأسرة، ولكنه يفعل معظم الأشياء داخلَ الأسرة، وهو الركيزةُ الأساسية التي ترتكزُ عليها الأسرة، فدوره ليس مقصورًا فقط على توفير الموارد المادية للأسرة، أو حماية الزوجة والأبناء من المخاطر الخارجية، أو توفير متطلبات الحياة فقط، ولكن له أدوار أخرى تختص بالتنشئة الاجتماعية للأبناء، والضبط الاجتماعي لجميع أفراد الأسرة، بما فيهم الزوجة بكل تأكيد؛ فدَور الأب في التنشئة الاجتماعية هو دور هام جدًّا، فالأب هو النافذة التي ينظر منها الأبناء إلى العالَم الخارجي، وينمو التكوين الاجتماعي للطفل وتعاملاته مع الآخرين من خلال أسلوب والده في التعاون مع الآخرين، والأب بشكل عامٍّ هو العاملُ الأكبر من العوامل المكوِّنة لشخصية الأطفال، وهو الذي يُحدِّد طبيعةَ شخصيةِ الطفل وطبيعةَ بنائه الاجتماعي، فوجودُ الأب في التفاعلات الاجتماعية الأُولى للطفل يُعزِّز من شخصيته، ومن طريقة مجابَهتِه للمشكلات التي تقابله، وخاصة المشكلات التي تتعلَّق بالروابط الاجتماعية، وهذا الوجود يجعل الابنَ أكثرَ طمأنينة عند الاختلاط مع الآخرين ممن هم من خارج نطاق الأسرة. ويضيف: دور الآباء في التنشئة الاجتماعية للأبناء هو دور مباشر، فشعور الأبناء بالثقة والقوة يأتي من تأكُّدهم من وجود الأب معهم، فالأب والأم هما العنصر الرئيس في تكوين الطفل، والأب عليه أن يتوخَّى الحذر في تصرفاته أمام الطفل؛ لأنه يعتبر القدوة، أو المثال المكبَّر لِمَا سيكون عليه هذا الطفل في المستقبل، فهو الذي يتعلم منه الطفلُ طريقةَ التواصل مع الأم والأب والإخوة، وطريقة مواجهة المشكلات، والجدية في العمل من عدمها، والنجاح أو الفشل في إقامة الحياة الأُسرِية، أو في كثير من المجالات الأخرى، كما أن الأب هو المُلقِّن الأول للأطفال، وهو المعلم الأول لهم، وهو مَن يغرس القيم الاجتماعية والعادات والقيم والمبادئ، ويضع الوازع الديني المناسب لهذا الطفل، تلك الأشياء التي تعتبر من أهم مكونات الشخصية السَّوية.

موقع إسلام أون لاين