الآبار الجوفية والمحطات تُنجز والانقطاعات تستمر.. أزمة عطش حادة تؤرق يوميات العاصميين!

الآبار الجوفية والمحطات تُنجز والانقطاعات تستمر.. أزمة عطش حادة تؤرق يوميات العاصميين!

يبدو أن مشكل انقطاع المياه بعاصمة البلد، لن تتخلص منه السلطات إلى حين، فبمجرد ارتفاع درجات الحرارة بشكل طفيف، هذه الأسابيع، عاد المشكل للظهور من جديد، وسيناريو انقطاع المياه الشروب بشكل فجائي، متواصل طيلة السنوات الأخيرة، بالرغم من تطمينات الوزارة الوصية بتوفيرها طيلة أيام السنة عامة وخلال الصائفة بشكل خاص، لاسيما بعد تغنيها في كل مرة باعتمادها على آبار جوفية جديدة أنجزتها وما تزال نفس المشاريع تنجز على أرض الواقع لغاية الساعة، خصيصا لتموين الجهة الغربية للعاصمة، باعتبارها الأكثر تضررا بإقليم الولاية، غير أن الواقع يبين عكس ذلك، وخير دليل الانقطاعات الأخيرة التي تعرفها عدة أحياء تابعة لبلديات واقعة بذات الجهة.

وحسب الشكاوى اليومية للمواطنين في الجهة الغربية من العاصمة، كبوزريعة، بني مسوس، دالي ابراهيم، العاشور، زرالدة، الدويرة وغيرها من البلديات، الذين يعانون من الانقطاعات المتكررة للمياه، بصفة فجائية، حيث اعتبر العديد منهم، أن الحل الذي لجأت إليه السلطات باعتمادها على قطع التموين، في فترات متتالية من اليوم، ليس في صالح العديد من العائلات، لاسيما بالنسبة للعاملين الذين يضطرون إلى استعمال المياه بكثرة في الفترة المسائية، للقيام بمختلف الأشغال المنزلية من طبخ وغسل وغيرها من الأشغال التي تستلزم حجما كبيرا للمياه، مشيرين إلى أنهم وبالرغم من تخزينهم لها غير أنها تبقى غير كافية، نظرا لقطع التموين مرات عديدة خلال اليوم، ما أدخلهم في متاهة البحث عن صهاريج ودلاء لتخزين المياه، لاسيما مع انقاص حجم التموين خلال اعادة اطلاقه عبر الحنفيات، وهو الأمر الذي امتعض له هؤلاء نظرا لحاجتهم الماسة للمياه. وذكر المشتكون أنهم يلجؤون لحلول مؤقتة في انتظار حل المشكل نهائيا، حيث يضطرون لتخزين المياه لسد ولو القليل من حاجياتهم، في وقت رفض البعض تلك الحلول المؤقتة، لاسيما بعد أن وصل الأمر إلى انقطاع المياه عن حنفياتهم لعدة أيام.

وتؤكد مصالح ولاية الجزائر، في كل مرة، أنها لا تواجه أي مشاكل في التوزيع، “والمياه متواجدة 24 ساعة بمختلف بلديات العاصمة، غير أن مشاكل انقطاع الكهرباء وبعض الأحيان تحطم الأنابيب هو الذي يسبب المشكل، أما فيما يخص مشكل التموين بالناحية الغربية فقد تم حسبها تجهيز تلك المنطقة بمشاريع ووضع محطات تعمل على مدار السنة دون أن تسجل انقطاعا في الكهرباء من أجل ضمان وصول المياه إلى الحنفيات وهذا بالتنسيق مع شركة “سونلغاز” التي عملت على المشروع، إضافة إلى تكفل وزارة الموارد المائية بمشروع تحلية مياه البحر على مستوى منطقة “فوكة” بولاية تيبازة سيتم انجازه في غضون سنتين، في وقت كشفت أن المديرية تعمل على محاربة الانقطاعات التي ما تزال مستمرة غرب “البهجة”، بإنجاز نظام المياه الصالحة للشرب على مستوى الدويرة عن طريق انجاز خزان بسعة 30000 متر مكعب وانجاز قناة ربط بقطر 1000 ملم على طول 8000 متر، إضافة إلى انجاز خزان آخر ببلدية درارية بسعة استيعاب 20000 متر مكعب، غير أن الوضع ما يزال مستمرا إلى الآن.

وكان والي العاصمة، يوسف شرفة، رفقة وزير الموارد المائية، مصطفى كمال ميهوبي، قاما نهاية الأسبوع المنصرم، بخرجة ميدانية، للوقوف وتفقد مشاريع قطاع الموارد المائية على مستوى المقاطعة الإدارية لزرالدة، أين وقفا على حقل المياه الجوفية مازافران 1 والتي تقدر طاقة إنتاج المياه الصالحة للشرب به بـ 30000 متر مكعب في اليوم، أين عاينا عملية إنجاز المناقب ببن خليل من بين 71 بئرا والتي تدخل في إطار تجسيد البرنامج الاستعجالي المخصص لولاية الجزائر من أجل تدعيم عملية تموين سكان العاصمة بالمياه الصالحة للشرب، كما عاينا مشروع إعادة تأهيل وتوسيع محطة تحلية مياه البحر والتي تقدر طاقة إنتاجها بـ 10000 متر مكعب في اليوم، في حين أعطى الوزير إشارة انطلاق مشروع توسيع وإعادة تهيئة محطة تحلية مياه البحر شاطئ النخيل ببلدية اسطاوالي للرفع من طاقتها الإنتاجية إلى 7500 متر مربع في اليوم، لإنهاء المشكل، في انتظار حل المشكل الذي تتخبط فيه العاصمة، ليبقى المواطن يعاني من التذبذب والانقطاعات المستمرة للمياه.

إسراء. أ