ما يزال المستفيدون من المشاريع السكنية بصيغتي “كناب” في عدد من بلديات العاصمة، يعانون بسبب توقف المشروع، ما حال دون إتمام أشغال تلك العمارات، ما أدى بالعديد منهم إلى اقتحامها وهي ورشات مفتوحة،
تنعدم فيها أدنى ضروريات، ليظل هؤلاء في معاناة لامتناهية بعد أن بات مصيرهم معلقا ما بين البقاء في تلك الشقق أو بترحيلهم الذي يبدو أنه ليس بالقريب.
وقعت العديد من العائلات التي اكتتبت في هذه الصيغة في مشكل كبير، بعد أن توقفت سنوات التسعينيات وتعطلت معها أشغال العديد من المشاريع السكنية في أحياء عدة بينها 500 عائلة تقطن بحي “450 مسكنا” ببئر خادم بالعاصمة، التي تخطو نحو عقدها الثالث وسط معاناة بدأتها في أحياء قصديرية قبل أن تنتقل إلى عمارات غير مكتملة، حين توقف مشروع “ابيسي كناب” سنة 1995 ولم تتجاوز نسبة الأشغال 60 بالمائة لأسباب يجهلونها، الأمر الذي دفع بالمستفيدين إلى الدخول لسكناتهم غير المكتملة لا داخليا ولا خارجيا وسط غياب كلي للتهيئة.
وأشارت تلك العائلات، لاسيما التي لم تستطع إتمامها، أنها تقاسي الويلات في تلك الشقق صيفا وشتاء من خلال الحلول التي اضطرت إلى اللجوء إليها والمتعلقة أساسا بتدابيرهم في صرف المياه واقتناء مياه الشرب من الصهاريج وحصولهم غير القانوني على الكهرباء التي يسددون فواتيرها بشكل منتظم رغم المخاطر المتربصة بهم في هذا الشأن، متسائلة عن أسباب هذا التهميش الذي حرمها من متعة الحياة.
وحسب السكان، فإنهم ومنذ تاريخ اقتحامهم لسكناتهم غير المكتملة وهم يعانون العديد من المشاكل التي لم تقتصر على شبكتي الماء والكهرباء بل تعدتهم إلى الطرقات والأرصفة المهترئة تماما، كما زاد مرور الشاحنات ذات الوزن الثقيل على الطريق الرئيسي للحي من اهترائها وأصبحت تشكل عبئا كبيرا عليهم، حيث أن معظم الطرق بحاجة ماسة للتزفيت وإعادة التهيئة، الوضع الذي أرهق سكان المنطقة وأدى إلى استيائهم وتذمرهم بشكل كبير، ضف إليها ما يعانونه لتأمين قارورات غاز البوتان، ما يكبدهم مصاريف إضافية هم في غنى عنها، أين يتنقلون حتى إلى وسط البلدية أو البلديات الأخرى من أجل جلبها.
ويناشد المتضررون من هذه الصيغة السلطات المعنية من أجل الوقوف على مشكلتهم مع أزمة السكن، أملا في الاستفادة من عمليات الترحيل والكف عن إعطاء الوعود دون تحقيقها بعد عمليات الإحصاء الدورية التي تعمد إليها السلطات في كل مرة لامتصاص غضبهم، موضحين أن مشكلتهم أضحت معروفة لدى الجميع بعد استهلاكها عقدها الثاني وتدرجها نحو الثالث وسط تجاهل السلطات خاصة وأن بداية المعاناة كانت في عام 1989 عندما استفادوا من الصيغة.