دخلت مدينة غزة، الاثنين في هدوء بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار مع الاحتلال الإسرائيلي، عقب عدوان دام ثلاثة أيام، وأسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى.
وفي نفس الوقت اقتحمت مجموعات من المستوطنين ،الاثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية القوات الخاصة التابعة لجيش الاحتلال الصهيوني.
والإثنين، دخلت أول شاحنة وقود إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم متجهة إلى محطة الكهرباء، والتي توقفت عن العمل خلال اليومين الماضيين.
وبرغم التوصل إلى التهدئة، إلا أن طائرات الاستطلاع العسكرية الإسرائيلية تواصل التحليق فوق قطاع غزة.
وعقب هذا الإعلان، أوضح المتحدث باسم “حماس” فوزي برهوم، أن “هذه جولة من جولات القتال ومحطة من محطات الصراع المتواصل والمحتدم مع الاحتلال الإسرائيلي، والذي لن ينتهي إلا بزواله عن فلسطين”.
وأكد في تصريح له وصل “وفا” نسخة عنه، أن “هذه الجولة ثبتت معادلة؛ أنه لا عدوان ولا احتلال بدون كلفة”، لافتا أن “العدوان على غزة، أعاد مجددا وضع جرائم الاحتلال البشعة ومجازره بحق شعبنا وأهلنا في غزة أمام كل العالم”.
ولفت برهوم، أن “ما جرى من عدوان على غزة، أكد على خطورة مشاريع التطبيع ودمج الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة على شعبنا الفلسطيني وحقوقه”.
وبحسب إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أدى العدوان الإسرائيلي إلى ارتقاء 44 شهيدا؛ بينهم 15 طفلا و4 سيدات، إضافة إلى إصابة 360 آخرين بجروح مختلفة.
وخلال العدوان، اغتال جيش الاحتلال في غارتين منفصلتين، أدت الأولي التي وقعت عصر الجمعة إلى استشهاد قائد لواء الشمال في “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، القيادي البارز تيسير الجعبري، والثانية التي نفذت مساء السبت إلى استشهاد قائد لواء الجنوب في “سرايا القدس” خالد منصور.
كما تسبب القصف الإسرائيلي الشرس، في “تدمير 9 عمارات سكنية، وأضرار لحقت بقرابة 1500 وحدة سكنية منها 16 وحدة تدمرت كليا و71 وحدة باتت غير صالحة للسكن، و 1400 وحدة تضررت جزئيا جزئي ما بين بليغ ومتوسط، إضافة لأضرار أصابت عشرات الدونمات الزراعية”، بحسب إحصائية ليست نهائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وأوضح رئيس المكتب سلامة معروف، في مؤتمر صحفي له، أن “عدوان الاحتلال ألحق الأضرار بالعديد من المؤسسات الأهلية بينها الإعلامية والحقوقية ومنازل المواطنين، في انتهاك واضح للقوانين الدولية”.
وأكد معروف، أن “عدوان الاحتلال فاقم الواقع الإنساني الصعب الذي يزداد صعوبة مع إغلاق المعابر ومنع وصول المساعدات الإنسانية لكافة الجهات التي تقدم الخدمات للمواطنين”، محذرا من استمرار منع ادخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء، والذي له “انعكاسات وتداعيات صعبة على كافة القطاعات والقطاعات الصحية والبلديات وغيرها”.
بدورها، ردت فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها “سرايا القدس”، على الرد على العدوان الإسرائيلي، بإطلاق الكثير من الرشقات الصاروخية المكثفة صوب المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بغزة، كما استهدف تل أبيب ومستوطنات القدس بعدة صواريخ ومدن إسرائيلية أخرى.
وفي ذات السياق، زادت معاناة سكان القطاع المحاصر، جراء توقف محطة توليد الطاقة الوحيدة في القطاع عن العمل نظرا لعدم توفر الوقود، جراء إغلاق الاحتلال للمعابر مع القطاع منذ عدة أيام.
كما حذرت وزارة الصحة الفلسطينية، من التداعيات الكارثية لاستمرار العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة، خاصة في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية مع تعمد الاحتلال استهداف المناطق السكنية المكتظة، إضافة لتأثير تفاقم مشكلة الكهرباء المستمرة حتى ما بعد العدوان، والتي قد تؤدي إلى وقف الخدمات الطبية خلال الأيام القليلة القادمة.
ومن جهة اخرى أوضحت إدارة شؤون المسجد الأقصى، أن “العشرات من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى من باب المغاربة بحماية الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية، وقاموا بجولات استفزازية وأداء صلوات تلمودية داخل المسجد الأقصى”.
وذكرت في تصريح لها،الاثنين، أن عدد المتطرفين في كل مجموعة هناك ما بين 25 و30 متطرفا، منوها أن تواجد المصلين في الأقصى ضعيف.
ونوهت إدارة الأقصى، إلى أن قوات الاحتلال المتمركزة علي بوابات الأقصى تدقق في بطاقات القادمين للمسجد، وتسمح حاليا لكافة الأعمار بالدخول.
إلى ذلك هدم جيش الاحتلال، الاثنين، منزلين يعودان لأسيرين فلسطينيَين شمال الضفة الغربية.
وقبل تنفيذ عملية الهدم اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال والسكان، أسفرت عن إصابة العشرات بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وعادة ما تهدم إسرائيل منازل الفلسطينيين، الذين ينفذون هجمات تسفر عن مقتل إسرائيليين، وهو ما تنتقده مؤسسات حقوقية، حيث إنها تعتبر ذلك “عقوبة جماعية”.
وشن الاحتلال، عمليات اعتقال، طالت عددا من الفلسطينيين في مدن مختلفة بالضفة الغربية.