افرح

افرح

الفرح صفة من صفات الله يفرح بتوبة عبده وإقباله. والفرح ضد الحزن، وهو انشراح الصدر بلذة عاجلة، يظهر أثرها عليه، والفرح منه مذموم ومحمود، فالفرح إذا أُطلِق أو قُيِّد بالفرح بالدنيا الذي ينسيك فضل الله عليك مذموم، وأما الفرح المقيد بفضل الله ورحمته محمود، وهو نوعان: فرح بالسبب كما في قوله تعالى ” قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ” يونس: 58، أو فرح بالمسبب وهو الله تبارك وتعالى ” فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ” آل عمران: 170، فهذا الفرح بفضل الله يستتبع الشكر ومزيد الفضل، وهو علاقة الإيمان بالله، وبه تشيع المودة بين المؤمنين، والفرح بفضل الله ثمرة الرضا من الله على العبد. فاقطف الفرحة وإن كانت صغيرة، وهنِّئ بإنجاز غيرك، واقبل التهنئة به، وابذلها بسعادة وابتسامة، وإنك لتعجب من أناسٍ يعيشون في معاناة وتعب واستنفار في البيوت، ومتِّع سمعك بمواطن فرح النبي صلى الله عليه وسلم بها، لقد فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلام عكرمة بن أبي جهل، فوثب إليه فرحًا حتى بايعه، وفرح بإسلام عدي بن حاتم وهو من وجهاء العرب، واستمع له، يقول عدي: “فرأيت وجهه ينشط فرحًا”؛ رواه الترمذي وحسَّنه الألباني. ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرح لظهور الحق والانتصار له،. وحين نزلت براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قال لها: “أبشري يا عائشة؛ فقد أنزل الله براءتك” قالت: وإني لأتبين السرور في وجهه وهو يمسح من جبينه. ويفرح عليه السلام إذا سمع خبرًا بصدق بعض ما أخبر به كما في قصة تميم الداري في قصة الدجَّال، فقال عليه السلام: إن تميمًا الداري حدثني بحديث ففرحت، فأحببت أن أحدِّثكم. وأما قصة توبة كعب بن مالك ففيها من إظهار الفرح ما يعجز اللسان عن وصفه، فأشيعوا الفرح بفضل الله بين الناس، واحرصوا على كل أمر يبهج النفوس ويسعدها، ولحظات الأنس والبهجة محفوظة في الذاكرة لا تُنسى، فلو غرست فيها قيمة وحفظت ودًّا كمل الخير من كل جهة. وإدخال السرور على الناس من أجلِّ العبادات؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم”.

 

موقع إسلام أون لاين