أكدت مجلة “الجيش” في افتتاحية عددها الأخير تحت عنوان احترافية عالية تغذيها قيم الوفاء أن الجيش الوطني الشعبي يبقى على الدوام الدرع الواقي للوطن، وضامن وحدته وسيادته واستقلاله مستلهما في ذلك من الروح القتالية والنضالية التي أرساها جيش التحرير الوطني، ومواصلا السير بثبات في درب التحديث والعصرنة، انسجاماً مع التحديات الراهنة والمستقبلية في عالم مضطرب.
وفي ظل الأوضاع الدولية والإقليمية المتسمة بالتوتر وعدم الاستقرار، شددت المجلة على أن الجزائر، إدراكا منها بأن قوة الأمم مرهونة بقوة جيوشها، تواصل دون هوادة جهودها الرامية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية، عبر بناء جيش قوي، عصري، ومهاب الجانب. وقد حقق الجيش الوطني الشعبي في السنوات الأخيرة قفزات نوعية في مختلف المجالات، ليكرس بذلك جاهزيته العالية واستعداده الدائم للتصدي لكافة التهديدات وفي هذا السياق، ذكرت الافتتاحية بكلمة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني السيد عبد المجيد تبون، خلال إشرافه على الاستعراض العسكري المهيب الذي أقيم في نوفمبر 2024، بمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية، حيث قال: أتوجه بالتحية إلى الجيش الوطني الشعبي وكل الأسلاك الأمنية المرابطين على الحدود دفاعاً عن أرضنا الطاهرة، والساهرين على حماية أجوائنا ومشارفنا البحرية، والمستعدين لبذل النفس والنفيس والتضحية من أجل الحفاظ على وديعة الشهداء والدفاع عن الجمهورية ومكتسباتها. وأضافت المجلة، أن هذه الإنجازات الكبرى التي قادت الجيش الوطني الشعبي إلى أعتاب الحداثة والنجاعة العملياتية، ما هي إلا ثمرة للرؤية المتبصرة للقيادة العليا للجيش، وللجهود الجبارة التي يبذلها منتسبوه على مختلف المستويات، سواء في مجال التكوين، أو التزود بأحدث المعدات والتكنولوجيات، أو في مجال التدريب والتحضير القتالي ويحظى هذا الجانب الأخير، أي التحضير القتالي، بعناية خاصة من قبل القيادة العليا، من خلال التمارين التكتيكية والبيانية المنتظمة، التي ترفع من القدرات العملياتية وتختبر الجاهزية الميدانية. وقد تجسد هذا الحرص ميدانيا. كما أشارت المجلة في الإشراف المباشر للفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على تنفيذ التمارين التكتيكية بالذخيرة الحية، لا سيما تمرين “الحصن المنيع 2025″ في الناحية العسكرية الثالثة، و”صمود 2025” في الناحية العسكرية الثانية، واللذين كللا بنجاح باهر على جميع الأصعدة. وأكدت المجلة أن هذه النجاحات تعبّر بجلاء عن الجاهزية القتالية العالية التي يتمتع بها أفراد الجيش، والتمرس العملياتي الذي يقترن باحترافية راسخة وقيم وطنية راسخة. وهي الجاهزية التي توازن وفقا لما شدد عليه الفريق أول شنقريحة في زيارته الأخيرة إلى الناحية العسكرية الثانية، بين الكفاءة القتالية من جهة، والتشبّع بروح الانتماء والوفاء لعهد الشهداء من جهة أخرى. وفي جانب موازٍ، تطرقت افتتاحية المجلة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الجزائر في إطار دبلوماسيتها النشطة، سعيا منها لمنع العبث بأمن الجوار الإقليمي، وتأكيدا على مبادئها الثابتة في احترام سيادة الدول وحسن الجوار، ورفض التدخل الخارجي، واعتماد الحلول السلمية لحل النزاعات، وتغليب الحوار على منطق السلاح وتتجاوز المقاربة الجزائرية في مواجهة التهديدات الأمنية مجرد التصدي العسكري، لتشمل الأبعاد الاقتصادية والتنموية، من خلال تمويل مشاريع تنموية ومبادرات إنسانية تستهدف تعزيز الاستقرار في محيطها الإقليمي، بما يجهض كل المخططات الهدّامة التي تستهدف أمن المنطقة. وخلصت افتتاحية المجلة، إلى التأكيد على أن الجزائر، بفضل كفاءة منظومتها الدفاعية، وتشبع مواطنيها وقواها الحية بقيم الوطنية والإخلاص، وبفضل دبلوماسيتها الحكيمة، قادرة على رفع التحديات الداخلية والخارجية كما أن مسارها في التقدم الاقتصادي والارتقاء الاستراتيجي سيتواصل بثبات، في حين ستبقى محاولات أعدائها، كما عبر التاريخ، محكومة بالفشل، مثلما أكد الفريق أول السعيد شنقريحة في تصريحاته الأخيرة.
محمد. د
