اغتناما لما تبقى من موسم الاصطياف.. أزيد من نصف مليون مصطاف على شواطئ مستغانم وإنزال غير مسبوق على جيجل 

اغتناما لما تبقى من موسم الاصطياف.. أزيد من نصف مليون مصطاف على شواطئ مستغانم وإنزال غير مسبوق على جيجل 

تعتبر مستغانم وجيجل من أكثر الولايات الجزائرية استقطابا للمصطافين، نظرا لسحر وجمال ساحلهما الذي يجعل الزائر يعقد العزم على العودة إليهما، وهذه السنة و رغم الافتتاح المتأخر لموسم الاصطياف إلا أن هاتين الولايتين عرفتا انزالا غير مسبوق  خلال فترة قصيرة.

توافد أزيد من نصف مليون مصطاف على شواطئ ولاية مستغانم خلال عطلة نهاية الأسبوع، حسب المديرية الولائية للحماية المدنية.

وأوضح المصدر أن جهاز حراسة الشواطئ 39 المفتوحة للسباحة بساحل ولاية مستغانم سجل توافد زهاء 533 ألف يومي الجمعة والسبت الماضيين وأزيد من 140 تدخلا للإسعاف والإنقاذ والإجلاء نحو المراكز الصحية.

 

حركية مستمرة وإقبال لامتناهٍ على مستغانم

تعج ولاية مستغانم بالحركة التي ألفتها كل صائفة، خاصة وأنها تعد منطقة عبور للولايات المجاورة بحكم وقوعها على الطريق الوطني رقم 11 الذي أصبح هو الآخر يعرف حركية كثيفة خاصة خلال نهاية الأسبوع، فترقيمات السيارات المختلفة توحي بوجود الكثير من العائلات التي ألفت قضاء عطلتها الصيفية بين أحضان الطبيعة وشواطئها الخلابة، شواطئ ممتدة على طول 11 كم بين الرملية والصخرية من البحارة شرقا والمحاذي لشاطئ الدشرية التابع لولاية الشلف إلى شاطئ سيدي عبد القادر ببلدية عشعاشة. فالتوافد على المناطق السياحية بهذه البلدية المضيافة يزداد في كل موسم اصطياف بسبب طيبة سكانها وشواطئها العذراء التي امتزجت فيها زرقة مياه البحر الصافية مع اخضرار الطبيعة لما تزخر به من غطاء غابي بالقرب من تلك الفضاءات السياحية، فضلا عن الأودية الكثيرة وجبال الظهرة الشامخة مشكلة صورة طبيعية في غاية الجمال تسحر كل من زارها، بدليل أن الوافدين إليها تراهم يضربون في كل صائفة موعدا لقضاء أيام بين أحضان الطبيعة الساحرة. فشاطئ بحارة 1 والمعروف بشاطئ خاربات سابقا يشهد إنزالا بشريا ضخما لاسيما يوم الجمعة أين يؤمه آلاف المصطافين من مختلف الولايات كالبليدة، العاصمة، وهران وبشكل أكبر من ولايات الجنوب. نفس الإقبال بالشاطئين المجاورين اللذين تم فتحهما مؤخرا، وغير بعيد تستوقفك الأعداد الهائلة للمصطافين بشاطئ مرسى الشيخ، شاطئ امتزج بين الصخور يشهد إقبالا لمحبي القفز والسباحة في المياه النقية بين الكهوف والمغارات، والباقي منهم على الرمال الصافية، فرغم صغره إلا أنه تحول إلى شاطئ عائلي بإمتياز تقصده العائلات بحثا عن الهدوء والطمأنينة، فالاحترام وراحة البال بهذا الشاطئ أكسباه شهرة في وقت وجيز، خاصة وأنه لم تمر سنوات على فتحه، حيث ترى الكثير من الأسر تتسابق للظفر بمكان لقضاء ساعات بين أرجائه، خاصة تحت المغارات المنتشرة هنا وهناك، تزيد من متعة التخييم.

 

إنزال غير مسبوق على الشاطئ الجيجلي

تشهد مختلف شواطئ البلديات الساحلية لولاية جيجل، إنزالا غير مسبوق من طرف المصطافين من العائلات والشباب، القادمين من مختلف ولايات الوطن، للاستجمام والاستمتاع بالبحر، من خلال الزيارة اليومية أو كراء منزل لبضعة أيام، حيث تتسارع العائلات منذ إعادة فتح الشواطئ بتاريخ 15 أوت المنقضي، لقضاء ما تبقى من عطلة الصيف بالكورنيش الجيجلي، خاصة مع الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة التي تجاوزت عتبة الـ40 درجة، خلال الأيام الأخيرة، إذ شهدت الشواطئ المحروسة المقدرة بـ33 شاطئا، إقبالا قياسيا، إذ تمتد على طول شريط ساحلي يقدر بـ 120 كلم.

عرفت ولاية جيجل منذ إعادة فتح الشواطئ وفضاءات الاستجمام، توافد مليون و800 ألف مصطاف، إلى غاية الأسبوع المنصرم، مثلما كشفت عنه مصلحة الوقاية على مستوى مديرية الحماية المدنية بجيجل، إذ تعرف مختلف البلديات الساحلية، على غرار شواطئ زيامة منصورية، العوانة، جيجل، خيري وادي عجول والأمير عبد القادر، اكتظاظا كبيرا منذ الساعات الأولى من الصباح الباكر، وعلى مدار الأسبوع، فيما تشتد مع نهايته، حيث تصبح الشمسيات لصيقة ببعضها والتقارب كبيرا بين المصطافين، لاسيما مع منتصف النهار، إذ لا تعثر بعض العائلات على مكان لها بالشاطئ، خاصة أن هذه الأرقام والمشاهد وقعت في فترة أسبوع، وفي ظروف صحية استثنائية، تتمثل في جائحة “كورونا”.

الغريب أن الكثيرين غير مبالين بالمخاطر الناجمة عن عدم احترام مسافة التباعد والإجراءات الوقائية، لتفادي انتشار عدوى فيروس “كوفيد 19″، حيث تملأ صورهم مواقع التواصل الاجتماعي مظهرة الضغط المسجل على الشواطئ، كما يسعى الكثيرون ممن يقصدونها، لاغتنام الفرصة والمكوث أكبر وقت بالقرب من الشواطئ وفضاءات الاستجمام، بحثا عن الراحة والسباحة قبل بداية الدخول الاجتماعي، والعودة إلى العمل، والتحضير للامتحانات النهائية، واقتراب موعد بداية موسم الدراسة من جهة أخرى.

هذا الإقبال القياسي على شواطئ جيجل فرض مشكلا على مستوى الطرق الوطنية، على غرار الطريق رقم 77، والطريق الوطني 43، وكذا الطرق الولائية، والمحاور الكبرى التي يقصدها المصطافون، حيث أصبحت حركة المرور صعبة جدا، والرجوع مساء يستلزم على المواطنين قضاء ساعات طويلة في الطوابير، نظرا للاختناق المروري الذي تعرفه الطرق، وعادة ما تكون هناك مناوشات بين أصحاب المركبات، وهو المشهد نفسه في حظائر السيارات، التي عجزت عن استيعاب الكم الهائل من المركبات، مما دفع بأصحابها إلى رصفها بأماكن ممنوعة وغير آمنة.

كما أن الإنزال الكبير على الشواطئ المحروسة، دفع عدة عائلات إلى تغيير وجهتها نحو شواطئ غير محروسة، ما تسبب في حالات غرق عديدة، فمنهم من توفي ومنهم من تم إنقاذه من الموت المحقق من طرف أعوان الحماية المدنية.

لمياء. ب