اعلاميون يتحدثون لـ “الموعد اليومي” عن زمن السوشيال ميديا: “وسائل التواصل الاجتماعي سهلت على الإعلامي أداء مهامه وتواصله مع الآخرين”

elmaouid

إن لمهنة الاعلام ومختلف الوسائط الحديثة دورا كبيرا في المجتمع من خلال ما تقدمه من برامج ومعلومات وإرشادات في شتى مجالات الحياة، ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، صار اعتماد الناس عليها بصورة

كبيرة في تلقي المعلومات لأنها توفر الكثير من الوقت والجهد وتسهل عملية تبادل المعلومات ومناقشتها، في حين تبقى مصدرا غير موثوق بنسبة مائة بالمائة لأنها تنقل معلومات غير مؤكدة.

واحتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث ماي من كل سنة، ارتأت “الموعد اليومي” أن تناقش موضوع موقع مهنة الاعلام في زمن وسائل التواصل الاجتماعي مع إعلاميين من وسائل إعلامية مختلفة وعادت بهذه الانطباعات… 

 

بلال كباش إعلامي بقناة “النهار”:

“السوشيال ميديا جزء لا يتجزأ من مهنة الصحافة”

 

إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزءً لا يتجزأ من مهنة الصحافة، وعلى المختصين في إعداد البرامج الدراسية في الجامعات أن يدرجوا مادة تدريس خاصة بالسوشيال ميديا للتفريق بين المعلومة والإشاعة والتوجيه. ولهذه المواقع إيجابيات وسلبيات، ومن إيجابياتها أنها سهلت على الإعلاميين مهمة أداء مهنتهم وأصبح لدينا مراسلون من 48 ولاية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ونقل المعلومة يكون في وقت أسرع. ومن سلبياتها أن هناك من الإعلاميين من ينقل المعلومة من هذه المواقع ويبثها كما جاءت دون التحري بشأن مصداقيتها والتأكد من صحتها، بدل التحرك والوصول إلى عين المكان للتأكد من صحة ما جاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

 

أمينة زيري – إذاعة البهجة:

“المعلومة المقدمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيحة دائما”

صحيح أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا كبيرا في إيصال المعلومة في وقتها، لكن المقدمة عبر هذه المواقع ليست صحيحة دائما، منها 50 بالمائة صحيحة و50 المتبقية مشكوك فيه. وفي ظل تعدد مواقع التواصل الاجتماعي التي تسعى لتقديم المعلومات في أوانها وفي كل المجالات وأمام كثرة الفضائيات أيضا، فالإذاعة تبقى أحسن وسيلة تقدم الخبر في وقته وبمصداقية كبيرة.

كما أن وسائل الإعلام الأخرى لم تفقد مكانتها وقيمتها، وما زال هناك أناس يسمعون الإذاعة ويقرأون الجرائد، وهذا دليل على أن هذه الوسائل ما زال المواطن بحاجة إليها في حياته اليومية، فقط أشير إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تقدم المعلومة في وقت أسرع من وسائل الإعلام الأخرى.

 

حبيب إيغيبة إعلامي بالقناة التلفزية الرابعة:

“مواقع التواصل الاجتماعي خدمت الإعلام ولم تخدم وسائله”

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الوصول للمعلومة أسهل. فبعدما كان المواطن ينتظر الأخبار عبر التلفزيون بمتابعة ومعرفة أحدث المستجدات على الساحتين الدولية والوطنية، أصبح اليوم وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي يحصل على المعلومة في آنها وبسرعة فائقة. وبإمكان المواطن الاطلاع عليها (المعلومة) في وقتها وفي أي مكان عن طريق هاتفه النقال. ولهذا فإن هذه المواقع قللت من قيمة وسائل الإعلام المختلفة، وبالتالي فإن مواقع التواصل الاجتماعي خدمت الإعلام ولم تخدم وسائله.

 

 

منى لعواد إعلامية بالتلفزيون الجزائري:

“الوسائط سهلت أدائي لمهامي كإعلامية”

 

بدورها قالت منى لعواد إنها كإعلامية، فإن وسائل التواصل الاجتماعية ساعدتني وسهلت أدائي لمهنتي الصحفية خاصة في تواصلي مع الآخرين في مختلف الميادين. ففي زمن سابق لم يكن بإمكاننا معرفة المبدعين في مختلف ولايات الوطن والوصول إليهم كان صعبا جدا، على عكس زمن التواصل الاجتماعي، حيث أن أداء مهامي أصبح سهلا جدا في عصر الوسائل التكنولوجية الحديثة، ومعروف أيضا عن هذه المواقع نشر الخبر في آنه دون التأكد من صدقيته. ولأن أي انسان يمكنه أن يقدم الخبر والمعلومة ومستويات هؤلاء متفاوتة. ولهذا فالثقة في المعلومة ناقصة عبر هذه المواقع على عكس التلفزيون مثلا الذي يتحرى ويتأكد من الخبر قبل تقديمه للناس. فقط أن التعامل في نقل ما ينشر عبر هذه المواقع يجب أن يكون بحيطة.

 

محمد لمسان إعلامي بالقناة الإذاعية الأولى:

“لا يمكن الاستغناء عن أي وسيلة من وسائل الاتصال مع الآخرين”

 

مهنة الصحافة في زمن وسائل التواصل الاجتماعي فيها شق إيجابي وآخر سلبي. وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي رافدا من روافد الإعلام، حيث أن نسبة التفاعل ارتفعت إلى حد كبير مع هذه الوسائل في العالم كله. كما أن هناك العديد من البرامج التلفزيونية الإذاعية لها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ونسبة التفاعل معها كبيرة جدا. ولهذا فإن هذه المواقع أكسبتها البرامج جمهورا إضافيا.

ولو تكلمنا عن التلفزيون أو الإذاعة مثلا قبل تواجد وسائل التواصل الاجتماعي، فإن التواصل والتفاعل مع الجمهور كان محدودا، بالهاتف أو الوسائل البريدية فقط. وحاليا فإن الفرصة متاحة للجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي للإدلاء برأيه في المواضيع المقترحة في البرامج المباشرة ويتفاعل معها يوافق ويناقش ويعاكس الرأي…

وفي مجال السمعي البصري أصبحت لجل القنوات التلفزيونية والإذاعية مواقع على اليوتوب يلجأ إليها الجمهور لمتابعة البرامج المفضلة لديه، ويعود إلى ما فاته وإعادة متابعة برامجه المفضلة في الوقت الذي يريد على العكس من زمن انعدام وسائل التواصل الاجتماعي، فإن المتتبع للبرامج التلفزيونية كان فيه نوع من التقديس للتلفزيون لأن هناك تحديدا للبرامج من ناحية وقت بثها ومن فاته متابعة برنامج لا يمكنه مشاهدته مرة أخرى عكس عصر تواجد وسائل التواصل الاجتماعي. وهناك تفاعل كبير لدى الجمهور مع البرامج المباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولا يمكن أن نستغني نهائيا عن الإذاعة والتلفزيون لأنه بواسطة هاتين الوسيلتين يتم تغذية الفايسبوك وكل واحد يكمل الآخر.

 

 

“هدى. ح” إعلامية بجريدة “البلاد”:

“مواقع التواصل الاجتماعي مهمة للإعلاميين”

 

إن مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة مهمة للإعلامي لأداء مهامه، حيث تسهل عليه الاتصال والتواصل مع الآخرين في مختلف المجالات، فقط أشير إلى أن استغلال هذه المواقع في كثير من الأحيان من طرف الإعلاميين غير صحيح، حيث يسعون للتنافس على السبق الصحفي وينقلون أخبارا دون التأكد من صحتها ودون احترام أخلاقيات المهنة. ولا يمكن أن يستغني الانسان عن التلفزيون أو الإذاعة أو الجرائد في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي لأن كل واحد له رغبة معينة في متابعة الأخبار عبر وسيلته الإعلامية المفضلة. وليس كل الناس بإمكانهم تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن بإمكان الجميع متابعة البرامج عبر التلفزيون والإذاعة. وبتواجد مواقع التواصل الاجتماعي لم تفقد الوسائل الإعلامية المختلفة مكانتها في المجتمع ولدى الناس وما زال هؤلاء على علاقة بمختلف هذه الوسائل الإعلامية كالتلفزيون والإذاعة والجرائد.

 

نبيلة سنجاق صحفية بوكالة الأنباء الجزائرية:

رغم مزايا القفزة الاتصالية إلا أنه يجب الانشغال بقيمة المعلومة

 

تعلق الناس بوسائل الاتصال الحديثة خاصة الشبكات الاجتماعية أصبح لصيقا بسلوكاتهم اليومية وعاداتهم الحياتية، وأصبح الاطلاع على الحساب الخاص لكل فرد أمرا ضروريا من أجل التوصل إلى مختلف المعلومات التي أصبحت تجد لها طريقا قصيرا إلى الجماهير العريضة، وتختصر الوقت والمكان أيضا لنشر أي معلومة كانت وبالتالي قياس ردود الأفعال على المباشر.. في مقابل هذا الهوس بشبكات التواصل الاجتماعي والإسراع نحوها لمعرفة آخر الأخبار، تجد الصحف اليومية كواحدة من وسائل الإعلام الثقيلة نفسها أمام منافسة غيرت منطق العمل الصحفي بالدرجة الأولى، حيث لم يعد ناشر الخبر هو فقط الصحفي كصاحب مهنة ومحترف، بل أصبح المواطن الصحفي الذي أخذ في العشريتين الأخيرتين أهمية بالغة وطغت صورته على الواجهة سواء في وسائل الإعلام السمعية البصرية باعتمادهم كمراسلين ذوي خصوصية أو حتى الصحف التي باتت تستند إلى ما تنشره المواقع الاجتماعية حتى أصبح الفايسبوك والتويتر مصدرين للخبر.

إن هذه المنافسة يرى فيها البعض أنها تساهم في القضاء على العمل الصحفي المحترف في كنف المؤسسات الإعلامية التقليدية، خاصة منها الصحف الورقية التي ترى نفسها تُجر جرا إلى زاوية ضيقة لتفسح المجال للإعلام الإلكتروني الذي جاء كبديل مريح يجاري السرعة التي تميز حركة المعلومة في تلك المواقع الاجتماعية. وقد تفطن بعض الصحفيين الجزائريين أيضا إلى تلك المنافسة التي زعزعت مهنتهم وأربكت نظامهم العملي، فتراهم يسرعون إلى نشر مقالاتهم وحواراتهم عبر صفحاتهم الخاصة ويقيسون الردود دون انتظار النشر الورقي أو ما بعد البث.

ورغم مزايا القفزة الاتصالية إلا أنه يجب الانشغال بقيمة المعلومة في هذه الشبكات والمواقع التي تعتمد كثيرا على الإشاعة أو التخمين، فيما تبقى صدق المعلومة قاب قوسين من الحقيقة أو بعيدة جدا عنها و قريبة إلى خدمة مصالح شخصية. وعليه لا يمكن الاعتماد على تلك الوسائل الجديدة كمصدر للخبر بقدر ما يمكن أن تكون سببا في بداية عمل اعلامي يحترم أصول المهنة وباحترافية تعمق علاقة المتلقي بالمؤسسة الإعلامية.