للاستغفار في حياته صلَّى الله عليه وسلَّم شأنٌ عظيم، واهتمام بالِغ، ومِمَّا يدلُّ على ذلك:
– أنه كان يكثر من الاستغفار في مَجالسه العامة والخاصة؛ ففي الصحيحين: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: “والله إنِّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثرَ من سبعين مرة”.
– أنه كان يكثر من الاستغفار في أدعيته عامَّة: كما جاء في البخاري: عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه كان يدعو بِهذا الدعاء: “ربِّ اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كلِّه، وما أنت أعلم به منِّي، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي، وجهلي وهَزْلي، وكلُّ ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر، وأنت على كلِّ شيء قدير”.
– أنه كان يستغفر الله في ركوعه وسجوده: فبَعد أن نزلتْ عليه سورة النصر لتُعْلِمه بقرب أجله، وانتقاله إلى ربِّه، ما ترك الاستغفار بعد نزولها، كما في البخاري ومسلم: عن عائشة رضي الله عنها قالت: “ما صلَّى النبِيُّ صلاة بعد أن نزلت: ” إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ” النصر: 1، إلاَّ يقول فيها: “سبحانك ربَّنا وبِحَمدك، اللهم اغفر لي”.
– تعليمه الاستغفار لأصحابه، بل خِيرة أصحابه، كما في البخاري ومسلم: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: إنَّ أبا بكر الصديق قال لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: يا رسول الله، علِّمْني دعاء أدعو به في صلاتي؟ قال: “قل: اللهم إنِّي ظلمْتُ نفسي ظُلمًا كبيرًا، ولا يغفر الذُّنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً مِن عندك وارحمني، إنَّك أنت الغفور الرحيم”.
– حثُّه صلَّى الله عليه وسلَّم أمَّتَه على الاستغفار، وترغيبهم فيه؛ ففي صحيح مسلم عن شدَّادِ بن أوسٍ رضي الله عنه أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “سيد الاستغفار: أن يقول: اللهم أنت ربِّي، لا إله إلا أنت، خلقتَني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدِك ما استطعتُ، أعوذ بك مِن شرِّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي؛ فإنَّه لا يغفر الذنوب إلا أنت”.