_يعد شهر رمضان الوقت الذي يسعى فيه المسلمون في جميع أنحاء العالم إلى التركيز على الجوانب الروحانية وتحسين الذات وتكريس الوقت للعبادة. طوال هذا الشهر الكريم، يمتنع من يصومون رمضان عن الطعام والشراب خلال ساعات النهار.
ويتم التركيز كثيراً على ما نأكله عند الإفطار، لكن الخبراء في كليفلاند يذكّرون المسلمين بأن الحفاظ على نسبة الماء بالجسم في رمضان لا يقل أهمية، وذلك لضمان أن يكون شهر رمضان مفعماً بالصحة والحيوية.
الماء
يتألف ما يقارب 60 % من جسمنا من الماء، إنه ضروري لجميع الوظائف الحيوية التي تؤديها أجسامنا، فضلا عن تعزيز حالة رفاهية الجسم بشكل عام. على مدار اليوم، نفقد بشكل طبيعي بضعة لترات من الماء أثناء التعرق والتبول، لذلك نحتاج إلى المزيد من الماء باستمرار.
عندما نصوم، لا تحصل أجسامنا على الماء لفترات زمنية طويلة، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف. يمكن أن تشمل الأعراض الأولية للجفاف الشعور بالضعف والتعب والدوار، مع زيادة حدة العطش. يمكن أن يؤدي الجفاف كذلك إلى مجموعة من الشكاوى المرضية:
صداع الرأس:
يعد صداع الرأس أحد أكثر الشكاوى المرضية شيوعاً أثناء الصيام، والذي ينشأ بتأثير مجموعة من العوامل، مثل: تغيير روتين النوم، انخفاض نسبة السكر بالدم، انسحاب الكافيين من الجسم، بالإضافة إلى الجفاف الذي يعد أكثر الأسباب شيوعاً.
لكن على الجانب الآخر يمكن تجنب الإصابة بالصداع. إن الحصول على قسط كافٍ من النوم يعد أمراً غاية في الأهمية للوقاية من صداع الرأس. كذلك إذا كنت ممن يشربون القهوة بكثرة، فابدأ في تقليل استهلاكك للقهوة خلال الأسابيع التي تسبق شهر رمضان، وذلك لمساعدة جسمك على التحضير والاستعداد لشهر رمضان. كما يمكن أن يساعدك تناول الأطعمة المناسبة مساءً في منع حدوث انخفاض شديد في مستوى السكر بالدم. وبالطبع فإن زيادة شرب الماء أمر ضروري لا غنى عنه. إذا استمر الصداع أو تحول إلى صداع نصفي، فاحرص على التحدث إلى طبيبك المعالج.
آلام الظهر
هل تساءلت يوماً لماذا تعتبر آلام الظهر شكوى شائعة جداً خلال شهر رمضان؟
حسناً، عندما لا تكون أجسامنا رطبة بالشكل الكافي، تفقد الأقراص الغضروفية الموجودة بين فقرات العمود الفقري جزء من الماء الموجود بها، مما يؤدي إلى انكماشها وتصبح أصغر. يتسبب هذا الأمر في نقص الدعم المناسب للعمود الفقري، ويمكن أن يسبب الألم والتورم وحتى الانزلاق الغضروفي.
في حال الإصابة بأي نوع من آلام الظهر الشديدة، ينبغي أن يتم فحصه بواسطة طبيب متخصص. لكن إذا كنت صائماً، فإن البقاء رطباً بشكل صحيح يمكن أن يساعدك.
جفاف العين
يعتبر الشعور بجفاف العين شكوى أخرى شائعة بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان. تنتج عن أجسامنا بشكل طبيعي الدموع التي تغذي أعيننا وتساعد في الحفاظ على رؤيتنا واضحة عن طريق التخلص من أي غبار أو أجسام غريبة قد تدخل إلى أعيننا.
يمكن أن تشمل أعراض جفاف العين: التهيج، الشعور بوجود جسم غريب في العين، تشوش الرؤية. كما يمكنك التخمين على الأرجح، فإن أفضل شيء للقضاء على جفاف العين هو البقاء رطباً. في حال استمرار أي تهيج أو احمرار أو ألم في العين، يجب مراجعة طبيب العيون.
البقاء رطبا
قد يكون هذا الأمر صعباً أثناء الصيام، ولاسيما عندما تكون ساعات الصيام طويلة أو الطقس حاراً. لكن على الجانب الآخر هناك بعض الخطوات البسيطة التي يمكنك اتخاذها لتعزيز ترطيب جسمك، وضمان الحفاظ على صحتك قدر الإمكان.
اشرب كميات كبيرة من الماء: يبدو هذا الأمر واضحاً، لكن حاول أن تستهلك الماء بكميات صغيرة، إن تناول رشفة من حين لآخر بشكل مستمر أفضل من شرب كمية كبيرة من الماء دفعة واحدة، حيث لن يتمكن جسمك من امتصاصها بالكامل. في المتوسط، ينبغي على الشخص البالغ أن يستهلك ما يقرب من 2 _ 3 لترات من الماء يومياً._
احرص على شرب الماء بدلاً من المشروبات الغازية: حيث لا يحتوي الماء على أي سكريات على الإطلاق، كما أنه يرطب الجسم بشكل أكثر فعالية.
تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين: حيث أن الكافيين مدر للبول، ويسبب التبول بشكل متكرر.
فكر في أطعمة أخرى: هناك الكثير من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية جداً من الماء، بما في ذلك التفاح والبطيخ والعنب والخيار. كذلك فإن أطباق الحساء والشوربة هي أيضاً مصادر غذائية تساعد على الترطيب الكامل.
تجنب التعرض للحرارة المرتفعة: حيث يتسبب التعرق وسرعة التنفس في فقدان الماء بشكل أسرع، لذا حاول تجنب التعرض للحرارة قدر المستطاع. بالإضافة إلى الحرص على ممارسة الرياضة في الأوقات الأكثر برودة من اليوم.
قد يُشكل هذا الأمر تحدياً، لكن الحفاظ على ترطيب جسمك يمكن أن يساعد في منع المشكلات الصحية الشائعة المرتبطة بالصيام، مما يسمح لك بالاحتفال والاحتفاء بشهر رمضان مفعم بالصحة والحيوية.