يعاني نحو 80 في المائة من المصابين بالرجفان الأذيني من عرض مرضي أساسي مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض الشريان التاجي أو اعتلال عضلة القلب. ويمكن أن تؤدي نوبة قلبية مفاجئة أو حدوث تجلط للدم في الرئتين “انسداد رئوي” أو زيادة نشاط الغدة الدرقية بشكل خطير إلى عدم انتظام ضربات القلب،ويصيب الرجفان الأذيني أربعين في المائة من المرضى بعد خضوعهم لجراحة في القلب أو الرئة ، ويصيب آخرين ممن يعانون من السمنة المفرطة أو حالة “انقطاع النفس أثناء النوم”، وهي الحالة المرضية التي يمكن أن تسبب التوقف عن التنفس أثناء النوم بصورة دورية.
ولا نعلم ماهية العوامل التي تؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب لدى بعض الناس دون غيرهم، ربما يعاني بعض الناس من نوبات عرضية لحالة الرجفان الأذيني قد تتلاشى تماما بعد فترة من الوقت ، وفي حالات أخرى، تدوم تلك النوبات لفترة طويلة، وهو ما يستلزم البحث عن علاج لها، وأحيانا تكون حالة الإصابة بالرجفان الأذيني مستمرة ويصعب وقفها وعلاجها، وتعتبر هذه الفروق مهمة للغاية، لأنها تساعد على تحديد الطرق العلاجية التي من المرجح أن تجدي نفعا بشكل أفضل.
علاج الرجفان الأذيني
هناك سببان أساسيان لعلاج عدم انتظام ضربات القلب:
– لوقف بعض الأعراض كالشعور بضيق في التنفس أو عدم الشعور بالراحة.
– لمنع تكون أي تجلط دموي داخل القلب ووصوله إلى الدماغ، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية.
ويتطلب علاج الرجفان الأذيني تناول عقاقير أو الخضوع لإجراءات طبية معينة لإبقاء معدل وإيقاع نبض القلب تحت السيطرة ومنع تكون أي جلطات دموية.
و من المهم السيطرة على معدل وإيقاع نبض القلب، إذ تكمن الخطوة الأولى في محاولة خفض معدل ضربات قلبك باستخدام العقار الذي سيوصي الطبيب به على السبب الكامن الذي يقف وراء عدم انتظام ضربات قلبك ونوعية الآثار الجانبية التي قد تحدثها مثل هذه العقاقير.
وأحيانا، ما تكون هناك حاجة إلى عقار مضاد لاضطرابات النظام القلبي للحد من تكرار حالات عدم انتظام ضربات القلب وأعراضها، وقد يكون لهذه العقاقير آثار جانبية، وبالتالي لا يمكن اللجوء إليها في بعض الحالات. وهذا هو السبب في أن كثيرا من الأطباء يحاولون تقييم آثار هذه العقاقير أولا قبل التوصية باستخدامها.
وعندما يتعذر تحمل تناول العقاقير أو أنها تفشل في تحقيق النتائج المرجوة، ربما تقتضي الحاجة اختصاصي خبير بالفحص الكهربائي الفيزيولوجي للقيام بعملية جراحية تسمى “الإجتثاث بالقسطرة” ، التي تتم تحت التخدير، وهنا، يتم إدخال أنبوب رقيق ومرن في أحد الأوردة ليصل بعد ذلك إلى القلب ذاته، ويتم تحديد موضع الخلايا الكهربائية المسؤولة عن عدم انتظام ضربات القلب ليتم تدميرها سواء بالحرارة أو بالبرودة. وعلى الرغم من أن هذا الإجراء كفيل بإعادة الإيقاع الطبيعي لضربات القلب، غالبا ما يعاود الرجفان الأذيني الكرة في وقت لاحق، ولا يكون اجتثاث القسطرة فعالا إلا بنسبة نحو 70 في المائة، حتى بعد الكثير من الإجراءات الطبية، وربما لا تكون آثارها دائمة على المدى الطويل.
درء السكتة الدماغية
يمنع الرجفان الأذيني، الأذينين من ضخ الدم بالكفاءة المطلوبة، وبالتالي يمكن أن يتجمع الدم ويشكل جلطات دموية داخل الأذينين، وقد يتم ضخ الجلطات من قبل الأذين الأيسر في الدورة الدموية، وغالبا ما تصل إلى الدماغ لتسبب حدوث سكتة دماغية، وهنا يكمن السبب في تناول الغالبية العظمى ممن يعانون من الرجفان الأذيني عقاقير للحد من تخثر الدم.
ق.م