أعلنت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط رفضها تقديم الاستقالة بسبب الضغوط التي تعانيها من النقابات، بعد أن اعترفت بأحقية الحراك النقابي الذي يقوم به الشركاء الاجتماعيون، لتحسين ظروف الأساتذة المهنية والاجتماعية.
وفي حوار مع “سبق برس”، أوضحت الوزيرة حول الضغوط النقابية وإسقاطاتها السياسية والاجتماعية على قطاع التربية، وإن فكرت في الاستقالة؟ “لست ممن يرمي المنشفة، إنني أعي جيدا ما تعنيه المسؤولية وأقدّر حق قدرها الثقة التي وضعت في شخصي. أما عن النقابات، فنحن نتفهّم جيدا أن ترافع لتحسين الظروف المهنية والاجتماعية لمنخرطيها، فذلك، من صميم نشاطها وسبب وجودها”.
وقالت “كل ما في الأمر، أننا نطلب من شركائنا أن يتم ذلك في إطار الحوار المنظم والتشاور وألا يضر بمصلحة التلميذ. فمن حقهم المرافعة من أجل تحسين ظروف الموظفين، ومن واجبنا، نحن: ضمان استمرارية تمدرس التلاميذ، الذين لولاهم لما كان لنا وجود جميعا: وزارة، أساتذة”.
وعن تمكين نوابغ المدرسة الجزائرية من إتمام دراساتهم العليا في الخارج إذا كانت رغبتهم؟ رفضت بن غبريط الفكرة وقالت: “لقد كانت لنا تجربة في الماضي ولم تعط النتائج المنتظرة منها”.
وعن الاضطراب الذي عرفته إصلاحات الجيل الثاني، أوضحت بن غبريط “ينبغي ألا ننسى أن زمن التربية، هو زمن طويل. يعني ذلك، أن الإجراءات التحسينية التي قد تدخل اليوم، لن تعطي ثمارها إلا بعد مرور على الأقل 10 سنوات. ولكننا نتوفّر اليوم، على أدوات وبدائل بيداغوجية تمكننا من مرافقة التلاميذ الذين يواجهون صعوبات في التعلّم، والتحسّن على هذا المستوى سيظهر بدءً من السنة المقبلة. لقد تم تكوين نواة من المفتشين الذين قاموا بدورهم بتكوين زملائهم المفتشين على مستوى المقاطعات البيداغوجية وهؤلاء تكفلوا بتكوين الأساتذة. نحن نستثمر الكثير في التكوين ولدينا أمل كبير في أن تعطي هذه المجهودات ثمارها. أما عن التكييف والتحسينات التي تم إدخالها، فقد كان هناك بعض سوء الفهم وبعض اللبس. ولكننا عملنا باستمرار على رفعه بتكثيف الحملات الإعلامية والتحسيس. لقد كان من المهم بالنسبة لنا أن نوضّح الأمور للرأي العام. كل لقاء صحفي، كل زيارة ميدانية، كل اجتماع مع السيدات والسادة البرلمانيين… نستغله لتوضيح السياسة المنتهجة والأهداف المنتظرة منها، حتى أننا قمنا بنشر سلسلة من المنشورات حول السياسة التربوية، منها مجلد يحتوي على ثلاثة مؤلفات، عنوانها على التوالي: “المدرسة الجزائرية وتحديات الجودة”، “ملخص للبرامج المدرسية للطورين الابتدائي والمتوسط: توجيهات أساسية”، و”ميثاق أخلاقيات قطاع التربية الوطنية”. وستعرض هذه المطبوعات وأخرى للبيع من طرف الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، في المعرض الدولي للكتاب، طبعة 2018.