قال الشاعر ياسين بوذراع نوري “كوني شاعرا ورساما في نفس الوقت جعلني ألمس عجينة اللغة وأداعبها بروح الطفولة قبل أن أشرع في تشكيلها، فالقصيدة بالنسبة لي لوحة تعدت مفهوم اللون والتشكيل إلى عوالم
سحرية عجيبة تعجز فرشاة الرسام عن تكوينها، وأجد في الشعر مكانا لموهبتي وميولاتي الفنية”.
وأضاف بوذراع في تصريح لــ “الموعد اليومي” قائلا:”أحب اللوحات العالمية، وأكثر لوحة تأثرت بها هي لوحة غرنيكا للرسام الإسباني العالمي، بيكاسو، فقد تطرق لها الأدباء والشعراء في أكثر من نص. هذه اللوحة في حد ذاتها قصيدة تنبئ المتأمل في معانيها ورموزها بالكثير من المشاهد والصور التي يعجز عنها كبار الشعراء”.
وأبدى ياسين بوذراع اعتراضه على “تلك الصورة النمطية التي انتشرت عن الشعراء، كصورة شاعر القبيلة العاشق الذي لا يتقن من أغراض الشعر سوى الغزل معتمدا في ذلك على إعادة رسكلة قصائد الشعراء القدامى. إن الشاعر الذي ما زال يعتقد أن إعادة بعض المفردات كالشغف والصبابة وغيرها من الألفاظ، بطريقة لعبة “البازل” يمكن أن ينتج بها نصا شعريا جميلا هو مخطئ على طول الخط، كما أن ما أعترض عليه هو الجدل والعراك القائم بين كل من القصيدة العمودية وشعر التفعيلة والقصيدة النثرية.. وغيرها، فهو في نظري جدل لا مخرج منه”.
وفي حديثه عن أعماله، قال الشاعر بوذراع: “أول مجموعة شعرية لي، تحمل عنوان “ليل المدينة”، وهي تضم حوالي 25 قصيدة معظمها من شعر التفعيلة، وقد نظمت هذه القصائد سنة 2015، كما أن لي عمل آخر تحت عنوان “ما تيسّر من الموت” وهي مجموعة شعرية من التفعيلة التي ألفتها في السنة الماضية، وكلتا المجموعتين تنتظران مبادرة دار ما لنشرها”.
وأردف الشاعر في حديثه عن مشاركاته في التظاهرات الثقافية الوطنية والدولية وعن علاقته بالشعراء الجزائريين الحاليين قائلا:”شاركت السنة الماضية في “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية في ليلة واحدة ويعود الفضل في ذلك إلى الصديقين الكريمين، الدكتور يوسف وغليسي والشاعر بوزيد حرز الله، اللذان تكرما باقتراحي ضمن برنامج التظاهرة، فأنا ممتن لهما وأشكرهما على مساندتهم لي ووثوقهم بشاعريتي، غير أن التظاهرة كحدث بصفة عامة لم تكن في المستوى المنشود”.