اعتداء الشانزيليزيه يطبع آخر إطلالة تلفزيونية لمرشحي الرئاسة الفرنسية…السباق نحو كرسى الإليزيه يدخل مرحلة الحسم

elmaouid

دخل السباق نحو كرسى الإليزيه مرحلة الحسم، و قبل 24 ساعة من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، التقى المرشحون الرئاسيون في آخر جولة تلفزيونية لاجتذاب الناخبين المترددين الذين لهم دور مؤثر على الاقتراع، إلا أن الاعتداء الذي وقع في باريس غطى على تصريحاتهم، وفيما تتوقع استطلاعات الرأي ألا تتعدى نسبة التصويت 25 في المئة،  تشير أرقام استطلاعات الرأي تقارباً بين مرشح “تيار الوسط” إيمانويل

ماكرون ومرشحة “اليمين المتطرف” مارين لوبن، فيما يجمع الخبراء أنَّ الضربة الإرهابية عشية الانتخابات ربما يهدفُ من صنعها ومن خطط لها ومن وجهها التأثير على المسار الانتخابي الفرنسي.

وذكرت تقارير إعلامية فرنسية، أن شرطياً فارق الحياة، فيما تعرض زميلان له لإصابات بعد تبادل لإطلاق النار مع شخص مسلح، تم القضاء عليه أيضاً، بالقرب من جادة شانزيليزيه في العاصمة الفرنسية باريس، فيما تبنى تنظيم  داعش الارهابي الهجوم

 

اعتداء باريس يهيمن على آخر مناظرة للمرشحين

 

وقبل الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، المقرر اجراؤها غدا الأحد التقى المرشحون الـ11، في آخر إطلالة تلفزيونية، لاجتذاب الناخبين المترددين الذين لهم دور مؤثر في الاقتراع، إلا أنّ الاعتداء الذي وقع في باريس هيمن على تصريحاتهم. وفي السياق قالت شبكة “يورونيوز” المعنية بأخبار أوروبا إن الكثير من المحللين يرون أن الهجوم الذى وقع فى “الشانزليزيه” وسط العاصمة الفرنسية باريس سيؤثر على عملية الاختيار بالنسبة للناخبين الفرنسيين الذين لم يحسموا موقفهم بعد.وأكد خبراء فرنسيون أن الهجوم يعتبر كهدية ثمينة لزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان قبل ساعات من الدور الأول، لاسيما وأن لوبان التى طالما بنت برامجها الانتخابية على ضرورة محاربة الإرهاب.وتزيد فرص مار ين لويان فى كسب المزيد من الأصوات بعد هذا الهجوم، خاصة وأن داعش تبنى الهجوم كما قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إلى أن المحللين ظلوا على مدار أسابيع يقولون إن وقوع هجوم إرهابى قبل الجولة الأولى من الانتخابات التى يتنافس فيها 11 مرشحا، أو بين الجولة والأولى وجولة الإعادة المقررة فى السابع من ماي، يمكن أن يرجح كفة الانتخابات لصالح المرشح الذى ينظر إليه على أنه أكثر تشددا إزاء الجريمة والإرهاب، لاسيما زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان. كما أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن حادث إطلاق النار فى شارع الشانزليزيه بفرنسا والذى أسفر عن مقتل شرطى وإصابة اثنين آخرين، سيكون له تأثير كبير على الانتخابات الرئاسية الفرنسية.وكتب ترامب عبر حسابه على موقع التدوينات الصغيرة “تويتر””هجوم إرهابى آخر فى باريس.. سيكون له تأثير كبير على الانتخابات الرئاسية”.بالمقابل  قال بيتر نيومان، مدير المركز الدولى لدراسة التطرف والعنف السياسى فى كينجز كوليدج لندن، إن السرعة التى أعلن بها داعش مسؤوليته مفاجئة، مضيفة إن الأمر يبدو معدا ومنسقا، وأشار إلى أن إعلان داعش الارهابي مسئوليته بعدة لغات يشير إلى أنه كان يعرف ما يحدث. وأعلن تنظيم داعش الإرهابى مسئوليته عن هذا الهجوم زاعما أن منفذ الاعتداء يدعى أبو يوسف البلچيكى، فيما أعلنت الداخلية الفرنسية أنها تلقت مذكرة بحث من السلطات البلجيكية عن مشتبه به ثانى ربما يكون على صلة بهجوم الشانزليزيه.

 

الخبراء .. تأثير نسبي لملفات الامن والإرهاب على الانتخابات

 

وفي قراءة لمجريات الانتخابات الرئاسية يؤكد عدد من الخبراء من بينهم الدكتور خطار أبو دياب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس عن تأثير الهجوم الأمني على قرارات الناخبين ونتائج الانتخابات قائلا مما لا شك فيه أنَّ الضربة الإرهابية عشية الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية ربما يهدفُ من صنعها ومن خطط لها ومن وجهها التأثير على المسار الانتخابي الفرنسي، في الأساس كانت هذه الانتخابات غامضة وفيها كثير من الصعوبة في التكهن بالنتائج، وبحسب استطلاعات الرأي كان التنافس محموماً بين أربعة مرشحين في الدور الأول. ويضيف خطار ابوذياب ان مع هذا الحادث يزداد تفاقم التنافس ما بين الخطاب الأمني المتشدد لدى بعض دعاة القطيعة أمثال المرشحة لوبن، وبين الخطابات الواقعية الأخرى التي تنظر إلى الأمور بمنظار أنَّ الظاهرة الإرهابية عالمية وأنَّ فرنسا مجتمع تعددي صمد حتى الآن في وجه الإرهاب منذ عام 2015، وتماسَكَ نسيجه الاجتماعي. وبالرغم من أنَّ البعض يعتقد بانعكاسٍ مباشر لهذا الحادث على نتائج الانتخابات، ولو كانت المسألة في الدورة الثانية لربما كان التأثير أكبر. إلا أنه عشية الدورة الأولى سيبقى الفرز إيديولوجياً وحسب الاقتناعات على ما هو عليه، قبل الخوف الأمني”.وفي السياق يقول  الخبراء  نحن في مطلق الأحوال أمام استحقاق انتخابي مصيري، ولو افترضنا أنَّ التخويف وحالة الأمن ستكون لهما الغلبَة، واقتنع الناخب الفرنسي في إيصال السيدة لوبن فيعني ذلك ليس فقط خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، ولكن انهياره ايضاً، ، يذكر ان  تجارب سابقة من هولندا والنمسا وغيرها دلَّت إمكانية صدّ أوروبا لهذه الظاهرة ولو موقتاً.بدوره، يلفت الأستاذ في العلاقات الدولية الدكتور سامي نادر في إلى أنَّ الأحداث تؤثر بشكل محدود لأنَّ مسألة الاعتداءات ليست جديدة في فرنسا، والفرنسيون حددوا خياراتهم. الإرهاب اضطلع بدور في صعود اليمين المتطرف ولكنه لن يغير الأمور رأساً على عقب، لوبن قد تربح نقطة بعد تراجعها 4 نقاط الأسبوع الفائت، مع تقدم ميلونشون وفيون، ولكن لن تُغيِّر قواعد اللعبة. وما من أكثرية فرنسية تتجه للخروج من أوروبا. ستنجح لوبن في الدورة الأولى ولكن المسألة أصعب في الدورة الثانية. كما أنَّ اليمين لن يصبَّ في مصلحة لوبن، لأنَّه إذا أعطاها أصواته سيقضي على نفسه، إذ بفوزها ستُقصيه، ويُفضِّل الاتجاه أقصى اليسار ليحافظ على دوره ووجوده”. ويعلن الخبير ان التشنج الأمني يسيطر على الأجواء الانتخابية الفرنسية التي يترقب العالم نتائجها، وهي المرة الأولى التي يجد فيها الفرنسيون أنفسهم في موقعٍ مصيري قد يغير وجه سياسة البلد الداخلية والخارجية.

 

 

**

في اخر تصريحات لهـــــــــــم

*مرشحة اليمين لوبان.. يجب طرد كافة المهاجرين من فرنسا

 

قالت مارين لوبان، مرشحة اليمين في انتخابات الرئاسة الفرنسية امس الجمعة، إنه يتعين على فرنسا أن تعيد العمل فورا بإجراءات الفحص على الحدود وطرد المهاجرين المدرجة أسماؤهم على قوائم المراقبة الأمنية.وفي تعليقها على هجوم باريس ، حثت لوبان الحكومة الاشتراكية على التنفيذ الفوري لهذه الإجراءات التي يتضمنها برنامجها الانتخابي.وتركز لوبان حملتها على سياسات معادية للهجرة ومناوئة للاتحاد الأوروبي.

 

*المرشح الرئاسي ماكرون ..على فرنسا الوحدة ونبذ “الخوف”

 

قال إيمانويل ماكرون المرشح الأوفر حظا للفوز بانتخابات الرئاسة الفرنسية امس الجمعة إن على فرنسا ألا تستسلم للخوف وإن على المرشحين للرئاسة أن يتفادوا المزايدات بعد هجوم باريس.وقال في بيان صدر من مقر حملته “لا تستسلموا للخوف .. لا تستسلموا للتقسيم والترهيب. على جيلنا أن يكون أهلا لهذا التحدي.”وذكر ماكرون أنه ألغى تجمعين انتخابيين يوم الجمعة لتفادي زيادة العبء على كاهل قوات الأمن لكنه قال إنه رفض تعليق حملته. وقال “الديمقراطية أقوى”.وأضاف “إضعاف أجهزة المخابرات المحلية قبل نحو عشرة أعوام كان خطأ” في انتقاد على ما يبدو للإدارة السابقة التي كان يقودها رئيس الوزراء المحافظ السابق والمرشح الرئاسي فرانسوا فيون.

 

*فيون يتوعد الإرهابيين والمتعاطفين معهم

 

أكد المرشح الفرنسى لتيار اليمين فرنسوا فيون أنه لن يرحم أى شخص مؤيد للتطرف الذى يبيح الأرواح والدماء، كما ينطبق الأمر على كل من يتعاطف مع هذا الفكر، أو بجانب إرهابى تم ثبوت ارتكابه أو حتى نيته فى هجوم إرهابى، وقد تصل العقوبات إلى سحب الجنسية الفرنسية منهم، وطردهم خارج البلاد. وتابع فيون قوله، “مع بداية ولايتى لن يكون على أرض فرنسا أى جمعيات أو منظمات تدعو إلى الفكر المتطرف من قريب أو من بعيد، خاصة كل من هم على صلة بجماعة الإخوان الإرهابية، أو الجماعات السلفية”، و”على كل مسلم فى البلاد أن يعيش بسلام ويقضى فروضه وطقوسه الدينية كاملة دون أن يحاول فرضها على قواعدنا العلمانية، فنحن فى حالة حرب وكل شئ متاح لنا”.