لجزائر- أكد نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، الخميس، أن الجزائر تعتبر مبادرة ” 5 زائد5″ رهان المستقبل انطلاقا من ديمومة المنتدى والنظرة المشتركة للدول الأعضاء حول أمن المنطقة وحول نوعية العلاقات الإنسانية والبشرية التي نسجت من خلال النشاطات المبرمجة بانتظام.
وفي كلمته الافتتاحية لأشغال الاجتماع الـ12 لوزراء دفاع الدول الأعضاء في مبادرة ” 5زائد5″ مختتما بذلك الرئاسة الدورية للمبادرة والتي تولتها الجزائر خلال سنة 2016، نقل الفريق ڤايد صالح، تهاني رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني عبد العزيز بوتفليقة ، إلى ممثلي الدول الأعضاء، مشيرا إلى الأهمية التي يوليها لهذا الحوار الهام بالنسبة لتعزيز أواصر التعاون في المنطقة.
وقد جمع هذا اللقاء، وزراء دفاع الدول الأعضاء في المبادرة وهي الجزائر وفرنسا وإيطاليا وليبيا ومالطا وموريتانيا والمغرب والبرتغال وإسبانيا وتونس.
وأوضح ڤايد صالح، بهذه المناسبة بأن هذا الاجتماع الذي تتشرف الجزائر باحتضانه وترؤس أشغاله يمثل ” مرحلة نوعية هامة في تعزيز تعاوننا، ويؤكد الاهتمام الذي نوليه، جميعا للحوار ” 5زائد5″ وكذا التزامنا بمواصلة الجهود في إطار الشفافية والصراحة والاحترام المتبادل خدمة لإرساء تعاون منسق ومتكاتف، ضمانا لاستتباب السلم والاستقرار بالمنطقة” .
وقال ” نسجل بارتياح، منذ إطلاق مبادرة ” 5زائد5 دفاع” سنة 2004، اهتماما حقيقيا وإرادة مشتركة شديدين من لدن ضفتي الحوض الغربي للمتوسط من أجل إرساء تشاور استراتيجي يشمل المجالات ذات الاهتمام المشترك” .
وأضاف في كلمته “إنه من البديهي أن تحرص الجزائر، المتعلقة بشدة بهذه المبادرة وبمبادئها المؤسسة، على الالتزام بآلياتها، التي تستوجب منا الرد المشترك والملموس على كافة التهديدات التي تتربص بمنطقتنا” .
وأشار الفريق أحمد ڤايد صالح، إلى أن هذا المنتدى يمثل ” إطارا متميزا للتعبير عن تضامن إقليمي تم تصوره وفق مسعى مشترك وفي خضم منظور تضافر الأعمال حول مصالح مشتركة” ، معتبرا في الوقت نفسه بأن ” التعاون الذي نتقاسمه هو رهان على المستقبل اعتبارا لديمومته وللنظرة المشتركة حول قضايا الأمن ونوعية العلاقات الإنسانية والبشرية التي تسودها الثقة والتفاهم” .
وفي هذا المجال تطرق الفريق إلى ” الحالة الأمنية في المنطقة ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في كافة تجلياتها والهجرة غير الشرعية” ، مركزا على ” إرادة الجزائر وجاهزيتها لجعل من المنطقة فضاءً للسلم والاستقرار” .
وأبرز الفريق ڤايد صالح، أنه ” وأمام التهديدات التي تلوح في الأفق، أعطت الدول الأعضاء في مبادرة (5زائد5 دفاع) لهذه الشراكة حجمها المستحق، لاسيما، بخصوص الإصرار العازم على تعزيز قدرات العمل الاستباقي لدينا وتقييم التهديدات والتحديات في المنطقة” ، خصوصا الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود وتهريب الأسلحة والمخدرات والاتجار في البشر والهجرة غير الشرعية وأمواج المهاجرين، التي غالبا ما ينجر عنها نتائج وخيمة” .
وفي هذا الشأن أكد أنه ” بالفعل، عرف السياق الإقليمي والدولي في هذه السنوات الأخيرة تحولات جيوسياسية جد معقدة، نجمت عنها أخطار جديدة واختلالات في محيطنا الجغرافي، والتي تستدعي منا، القيام بتشاور وثيق وتعاون أكثر كثافة بين مختلف الشركاء الإقليميين” .
وأضاف نائب وزير الدفاع أن هذا ” ما يؤكد، صواب مبادرتنا كإطار مرن، حمل منذ الوهلة الأولى طموح مسعى مشترك لإرساء الأمن والاستقرار، بالنظر للأخطار والاختلالات التي تحدق بفضائنا الجغرافي ذات التأثير المباشر على دول المنطقة” .
كما أبرز الفريق قايد صالح في كلمته حوصلة مبادرة ” 5زائد5 دفاع” منذ انطلاقتها سنة 2004 وكذا حوصلة النشاطات التي نفذتها الجزائر خلال السنوات الماضية، مذكرا بـ” الاستراتيجية التي تبنتها الجزائر في مكافحة آفة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان” ، مذكرا أنه ” كان من الأهمية بمكان التغلب عسكريا على هذه الآفة وتقزيمها إلى مستوى الإضرار في حدوده الدنيا، بعد ذلك، اتخذت تدابير سياسية شجاعة، قررها رئيس الجمهورية، فتحت من خلالها أبواب التوبة بفضل القانون المتعلق بالوئام المدني، المتبوع بميثاق السلم والمصالحة الوطنية، والذي زكاه الشعب الجزائري سنة 2005 بالأغلبية الساحقة” .
وأوضح في الأخير أن ” الإجراءات الاقتصادية تجاه الشباب خصوصا التي أرفقت ببرنامج هادف مكنت من مسك زمام التوعية في المجال الديني ومكافحة التطرف، بغرض وقاية شعبنا، لاسيما الشباب، من الدعاية الإرهابية وأساليبها ومراميها” .