جاءت العطلة المدرسية الشتوية، هذه السنة استثنائية ومغايرة تماما لما اعتاد عليه التلاميذ هذه الأيام، وهو ما اعتبر من تداعيات جائحة كورونا التي أثرت على انطلاق الموسم الدراسي وكذا على رزنامة العطل.
فطالما اعتبرت العطلة وقتا للراحة واستعادة النشاط، ففي الوقت الذي يُفترض أن يرتاح التلاميذ من عناء موسم دراسي متعب، انقلبت الموازين، والعطلة التي كانت موعدا للراحة، أصبحت فترة للمراجعة والتحضير للاختبارات.
عبر بعض أولياء التلاميذ الذين التقيناهم والذين يبدو أن العطلة المدرسية هذه السنة، جاءت ثقيلة عليهم، خاصة أن أغلبهم يتكفلون بمرافقة أبنائهم في مراجعة الدروس، وتحديدا الأمهات، وهو ما جاء على لسان السيدة فريدة التي قالت: “لا أعتبر هذه العطلة عطلة بالمعنى الذي اعتدنا عليه لسنوات، لكن الحمد لله أن العطلة ليست بالطويلة؛ حتى لا نشعر بالملل من مراجعة أبنائنا”. وحسبها، فرغم أن أبناءهم لا يدرسون بصورة يومية بفضل نظام التفويج، إلا أن الدروس تراكمت، ووجد البعض صعوبة في الفهم؛ الأمر الذي يحتّم عليها الحرص على مراجعة أبنائها، والاعتماد أيضا على الدروس الخصوصية، مشيرة إلى أنها فترة مؤقتة، وأن المهم هو تحصيل النجاح. من جهتها قالت سهام التي يحضّر ابنها لشهادة البكالوريا، بأنها رافقته منذ بداية الموسم الدراسي، بدعمه بالدروس الخصوصية؛ لذا تعتقد أنه لن يجد إشكالا في المراجعة في فترة العطلة، في حين أكدت سارة أنها فكرت في تقسيم العطلة إلى قسمين؛ الأول تخصصه للراحة؛ حتى لا تشعر ابنتاها بالملل ولكي تكون بمثابة المحفز، لتقبلا على المراجعة بكل حماس.
بين راغب باللعب ومتفهم للوضع
انقسمت آراء التلاميذ عبر مختلف الأطوار التعليمية؛ بين مستوعب لحقيقة الوضع والظرف الاستثنائي الذي جاءت فيه العطلة المدرسية، وبما أن الغرض منها التحضير لموعد الاختبارات، وبين غير مبال، وراغب في الراحة والاستمتاع بالعطلة، والاتكال على الأولياء في تلخيص الدروس وتحضيرها للمراجعة السهلة.
وفي هذا السياق، قالت سيرين التي تدرس في السنة الثانية متوسط، إن والدتها هي من تتكفل بتحضير دروسها، وتساعدها على الحفظ، وهي التي تعرف الوقت المناسب للمراجعة، وبالتالي لا تشعر هي بالقلق وهو ذات الانطباع الذي رصدناه على ألسنة عدد من المتمدرسين، الذين يعتمدون على أوليائهم فيما يخص الدعم والتحفيز على المراجعة.
على الأولياء استيعاب حقيقة الظرف الاستثنائي وعدم الضغط على أبنائهم
في هذا السياق، اعتبر علي بن زينة رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، أن الموسم الدراسي هذه السنة، لم يشهد ضغطا بالنظر إلى طريقة التدريس الجديدة التي فرضها الوباء، والتي منحت الكثير من الوقت للمتمدرسين من أجل المراجعة خلال الموسم الأول، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، فالمدة المقررة للعطلة هي فرصة للتلاميذ الذين لم يتحصلوا على نتائج جيدة في الفروض، لتدارك النقائص، وفي المقابل، على الأولياء تفهّم الوضع، والصبر على أبنائهم.
شكاوى منذ بداية الموسم
من جهة أخرى، فإن المنظمة سجلت منذ بداية الموسم الدراسي، عددا من شكاوى أولياء التلاميذ في الطورين الثانوي والمتوسط؛ كون المدة المقررة لتقديم الدروس غير كافية ليستوعب التلميذ، بينما لم يتم تسجيل شكاوى بالنسبة للطور الابتدائي؛ بسبب تقليص العدد، ووجود وقت فراغ للمراجعة، وأضاف أن العطلة فرصة للراحة والمراجعة على حد سواء، لا يشعر فيها التلميذ بأي نوع من الضغط، خاصة أن الاختبارات ستكون بعد عشرة أيام من عودتهم إلى مقاعد الدراسة”.
وفي سياق ذي صلة، اعتبرت المنظمة أن نظام التفويج في الطور الابتدائي، ناجح، وطالبت بإلحاح، بالإبقاء عليه حتى بعد انتهاء أزمة كورونا.
ل. ب