الجزائر- أكدت الأحزاب الإسلامية المتحالفة مؤخرا تحت مسمى “الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء” في دفاعها عن قرار التحالف، أن قرار التحالف المشترك والمشاركة في الانتخابات نابع عن قناعة تامة بضرورة العمل على خدمة الدين والوطن والشعب وليس لتحقيق مكاسب شخصية أو غنائم من خلال الاستحقاقات المقبلة.
حملت تدخلات قيادات الأحزاب المشكلة لاتحاد النهضة والعدالة والبناء أثناء الندوة الوطنية للجان الانتخابية الولائية، رسائل سياسية لمنتقدي مشاركتهم في الانتخابات التشريعية المقبلة، مؤكدين أن الجزائر تواجه تحديات سياسية كبرى تستوجب العمل على قدم وساق لإنجاحها والرسو على بر الأمان على حد تعبيرهم.
ومرر زعيم جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله رسائل قوية لبعض الأحزاب السياسية مفادها أن التشريعيات القادمة فرصة للتحكم في المصالح العامة بالحق والقانون وهو ما ستعمل عليه الأحزاب الإسلامية المتحالفة لتحقيق هذا المبتغى، مؤكدا في السياق نفسه أن التشريعيات ليست مجرد موعد لتحقيق مكاسب شخصية وغنائم، أو التقرب من السلطة مثل ما يروّج له البعض، مضيفا بأن المجتمع له مسؤولية في ذلك، واتحاد حزبه مع حركتي النهضة والبناء جاء لللغرض ذاته، داعيا مناضلي هذه الأحزاب إلى عدم ادخار أي جهد أو مال في سبيل خدمة الاتحاد، دون الالتفات إلى هوية من يفوز في الانتخابات المقبلة.
ومن جهته أرسل رئيس حركة البناء الوطني مصطفى بولمهدي رسائل سياسية لمن انتقد مشاركة هذه الأحزاب الإسلامية الثلاثة في التشريعيات، على الرغم من أنها منضوية في هيئة التشاور والمتابعة المعارضة للسلطة، مشيرا بأن الطبقة السياسية عموما شعرت بالتحديات الكبرى للبلاد، ولذلك اتخذت مختلف مكوناتها قرار المشاركة، متوقعا في الصدد ذاته انخفاض رقعة المقاطعة الشعبية في هذه التشريعيات، واستطرد بولمهدي يقول بأن المشاركة جاءت لحماية سفينة الوطن من الغرق، ومن مَن يريد إحداث ثقوب فيها على حد تعبيره، مضيفا أن الشعب بحاجة إلى خطاب الأمل وليس خطاب اليأس.
واعتبر محمد ذويبي الأمين العام لحركة النهضة بأن هذا الاتحاد خادم للدين والوطن، وبأن الشعب اكتوى بنار الفساد ومل من الوعود التي لم تعط ثمارها، داعيا السلطة إلى عدم كبت الأمل لدى المواطنين في هذه الانتخابات، من خلال تعهد صريح عن تنظيمها بنزاهة وشفافية، متوجها بالدعوة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لتأكيد ذلك في استدعائه الوشيك للهيئة الناخبة.