اعتبرته “مسيئا” للرئيس شارل.. عندما تدخلت فرنسا لمنع فيلم جزائري

اعتبرته “مسيئا” للرئيس شارل.. عندما تدخلت فرنسا لمنع فيلم جزائري

هذا السؤال طرحه محرر موقع “ساسة بوست” عبد الله كمال، في تقرير بعنوان “الإساءة إلى الذات الديجولية. كيف تعاملت فرنسا الديمقراطية حين انتقد فيلم قائدها؟”.

وقال المحرر : في عام 1985، خرج فيلم جزائري بعنوان “كم أحبكم” combien je vous aime ، للمخرج الجزائري عز الدين مدور، وهو فيلم وثائقي عن فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر، وذلك من خلال تجميع لقطات أرشيفية من عهد الاستعمار.

بالإضافة إلى خطابات المسؤولين الفرنسيين في قالب كوميدي ساخر، يفضح تناقض هذه الخطابات مع واقع السكان البائس والجرائم الاستعمارية من وجهة نظر المخرج.

استفز الفيلم السلطات الفرنسية بسبب الطابع الساخر الذي اتسم به، بالخصوص بسبب السخرية من الجنرال ديجول وتصريحاته المتناقضة، بالإضافة إلى الشهادات الصادمة لبعض الجنود الفرنسيين الذين يعترفون بقتل المدنيين الجزائريين بدم بارد، ويحتوي عنوان الفيلم على إشارة ساخرة لخطاب الرئيس الفرنسي ديجول بقوله : “je vous ai compris”؛ أي “لقد فهمتكم”.

الأجيال الشابة في الجزائر، تكاد لا تعرف أي شيء عن فيلم “كم أحبكم”، إذ أن التدخل الفرنسي منع ليس فقط عرضه في السينما والتليفزيون بل حتى الحديث عنه في الصحافة منذ عام 1985، وهي الحادثة المعروفة بشكل واسع في الأوساط الثقافية بالجزائر، رغم عدم توثيقها بشكل كاف في الكتب والمقالات، إذ بقيت معروفة لدى من عاصروا المشهد السينمائي والثقافي في تلك المرحلة، بالإضافة إلى بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تذكرها لصحافيين ومثقفين من بينهم الكاتب الصحافي المعروف عبد العزيز بوباكير.

ويضيف التقرير: لم يتوقف الاحتجاج الفرنسي عند البيانات التنديدية فقط، بل ضغطت الحكومة الفرنسية من أجل منع الفيلم من البث وإيقافه عن العرض في السينما والتليفزيون، وذلك بالتهديد بأن الفرنسيين سيسربون لوسائل الإعلام ملفات فساد خاصة بمسؤولين جزائريين في حال عدم سحب الفيلم، وذلك بحسب شهادة عبد الحميد عبدوس الصحفي في جريدة “الشعب” القومية سابقا في تلك الفترة، فصدرت أوامر بمنع ذكره في الصحافة الوطنية، بعد أزمة دبلوماسية حقيقية بين الجزائر وفرنسا بسببه.

وقد أرجع الصحافي الانزعاج الفرنسي الشديد من الفيلم إلى المشاهد التي تتحدث عن التجارب النووية التي أجرتها فرنسا في الصحراء الجزائرية، باستخدام أجساد مساجين جزائريين حقيقيين لقياس تأثيرات القنبلة على البشر. إذ احتوى الفيلم على شهادة حية صادمة من أحد الجنود الفرنسيين، كشف أن فرنسا استعملت أجساد جزائريين حقيقيين وليس دمى مثلما ادعت من قبل.

ب/ص