اسم فني بامتياز بشهادة فناني المنطقة , “قدور اليابوسي”… ثائر الأغنية الأوراسية

elmaouid

يعتبر في ولاية خنشلة وفي ربوع منطقة الأوراس الفنان عبد القادر بورزام المعروف بـ “قدور اليابوسي” أنه صاحب الحنجرة الذهبية وثائر الأغنية الأوراسية والذي حظي بتكريم خاص في حفل افتتاح المهرجان الثقافي

المحلي للموسيقى والأغنية الشاوية في طبعته التاسعة، وسط استحسان الجمهور والأسرة الفنية بهذه اللفتة تجاه أيقونة الأغنية الشاوية.

“قدور اليابوسي” أو “قدور أوسكوم” نسبة إلى قرية أسكوم التي ولد فيها بضواحي بلدية يابوس بولاية خنشلة في فيفري من عام 1945 وسط عائلة فقيرة لكنها متشبعة بالفن الغنائي الشاوي الأصيل، إذ ورث موهبة الغناء عن والده وعمته.

وقد استطاع اليابوسي خلال عقود أن يثري مساره الفني ورصيده الغنائي، وهي المسيرة التي تواصلت، وهي مفعمة بالشهرة والمنافسة الشديدة بينه وبين أقرانه ممن أدوا الأغنية الشاوية آنذاك.

واسترسل هذا الفنان في حديث لـ “وأج” عن مساره الفني متوقفا ليستجمع أنفاسه بين الفينة والأخرى، حيث تذكر أنه غالبا ما خطف الأضواء عن باقي أولئك الذين كانوا يؤدون الأغنية الشاوية في الأعراس والمناسبات لأنه كان يغني بأسلوب متميز محدثا آنذاك ثورة في عالم الأغنية الشاوية.

ولم يتردد الفنان الطاهر لعقوبي في حفل افتتاح المهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية الشاوية بخنشلة ليصرح أمام جمهوره وبحضور قدور اليابوسي، أن هذا الأخير هو عميد الأغنية الشاوية بامتياز، شهادة قالها لعقوبي وهو يؤدي أغنية “دمام” (ترجي) الخالدة في سجل التراث الغنائي الشاوي والتي كان قد غناها قبله الفنان اليابوسي واشتهر بها حتى أنه صار يعرف في سنوات صدورها بصاحب رائعة “دمام”.

بدوره بشير بن عربية الفنان ومطرب فن الرحابة والقصبة في رصيده 20 شريطا غنائيا وصديق للفنان “قدور اليابوسي” أكد أن هذا الأخير يعتبر “موسوعة” الأغنية الأوراسية، لكنه تحسر في المقابل على عدم استغلال الأعمال الفنية لصاحب الحنجرة الذهبية ولأغانيه التي يشهد له بها في كل ربوع الأوراس والتي لم يتم تسجيل البعض منها سوى قبيل اعتزال الفنان الغناء والتي ذكر منها شريط “آراعي المنجوم ريض ريض” (يا راعي الجمال تريث تريث).

ويجمع فنانو الأغنية الشاوية على أن أغنيتي “دمام” و “عياش” قد أداهما قدور اليابوسي بأسلوب “خاص واستثنائي” امتزجت فيه عاطفته الفنية بصوته الشجي الذي جعل الجمهور آنذاك يتهافت ويتسابق لدعوته لإحياء الأعراس والحفلات.

فلا تكاد حسب أحد جيران اليابوسي تجد عرسا ولا حفلا في فترة بروزه في الساحة الفنية لا يطلب فيه الجمهور أغنية “دمام” أو “عياش” اللتين كان يؤديهما اليابوسي بتأثر كبير، إذ كان برأي الفنان بن عربية يعيش فعلا معاني الأغنية وكلماتها التي تروي قصصا مأساوية لشباب وقت ثورة التحرير الوطنية وعاطفة أمومة ممتزجة بالحسرة والترجي وعيش الأحزان والمآسي.

ورغم فرح الفنان قدور اليابوسي بالتكريم المادي والمعنوي الذي حظي به من طرف سلطات ولاية خنشلة، إلا أنه لم يخف لوأج حسرته لتغييبه فنيا وإعلاميا في المناسبات على اختلافها، وهو في عمر 72 عاما وكرس حياته خلال عقود للأغنية الشاوية مساهما في إعلاء رايتها.

وفي لحظة حنين، ردد اليابوسي الذي يعيش حاليا حياة عوز بقريته أسكوم وبلحن خافت “أهل الجبال.. آمكة وجبال عاهدوني.. ربي يهنيكم بري يعليكم.. آ جيش التحرير عاهدوني”.

الأغنية التي كانت تردد باستمرار في جميع أنحاء الأوراس خلال ثورة التحرير لرص الصفوف والتأكيد على أن “أهل الجبال” قد قطعوا العهد لتحرير البلاد وتحرير الشعب الجزائري من نير الاستعمار.