مع أسماء الله الحسنى

اسم الله الوتر

اسم الله الوتر

الوِتْرُ جلَّ جلاله: الفرد الأحد الذي لا مثيل له، ولا شبيه له، ولا نظير له، ولا عديل له؛ لكماله من كل الوجوه ” وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ” الإخلاص: 4. قال الحافظ ابن حجر: “الوتر: الفرد؛ ومعناه في حقِّ الله: أنَّه الواحد الذي لا نظير له في ذاته ولا انقسام”. وقيل أيضًا في معنى الشفع والوتر: “إن الشفع تنوُّع أوصاف العباد؛ بين عزٍّ وذلٍّ، وعجزٍ وقدرة، وضعفٍ وقوةٍ، وعلمٍ وجهلٍ، وموتٍ وحياةٍ، الْوِتْرُ: انفراد صفات الله عزَّ وجلَّ؛ فهو العزيز بلا ذل، والقدير بلا عجز، والقوي بلا ضعف، والعليم بلا جهل، وهو الحي الذي لا يموت، والقيوم الذي لا ينام، ومن أساسيات التوحيد والوترية: إفراد الله عمَّن سواه في ذاته وصفاته وأفعاله وعبوديته”. كيف نعبد الله باسمه الْوِتْر؟

أولًا: أن نُنَزِّهَ الله تعالى عن المثيل والشبيه والنظير والنِّد: فسبحانه وتعالى: ” لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ” الشورى: 11، فالله جلَّ جلاله لا يشبهه شيءٌ من المخلوقات؛ قال سبحانه: ” كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ الرحمن: 26، 27.

ثانيًا: أن يحب العبد هذه الصفة: جاء في الحديث: “إن الله وترٌ يحبُّ الوتر” رواه مسلم؛ أي: يحب كل وترٍ شرعه، ومحبته له أنه أمر به، وأثاب عليه، وخصصه بذلك لحكمةٍ يعلمها.

ثالثًا: أن ندعو الله تعالى باسمه الْوِتْر: لفظًا أو معنًى، كما في حديث محجن بن الأدرع السلمي قال: “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، إذا رجل قد قضى صلاته وهو يتشهد، فقال: “اللهم إني أسألك يا ألله، بأنك الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قد غفر الله له ثلاثًا” رواه النسائي.