مع أسماء الله الحسنى

اسم الله العزيز

اسم الله العزيز

ومن أسماء الله الحسنى: العزيز، قال القرطبي: “العزيز معناه المنيع، الذي لا ينال، ولا يغالب”، وقال ابن كثير: العزيز: الذي عز كل شيء فقهره، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه لعزته، وعظمته، وجبروته، وكبريائه. قال ابن القيم رحمه الله: العزة متضمنة لأنواع ثلاثة:

– عزة القوة، الدال عليها من أسمائه القوي المتين.

– عزة الامتناع، فإنه هو الغني بذاته، فلا يحتاج إلى أحد، ولا يبلغ العباد ضره فيضروه، ولا نفعه فينفعوه، بل هو الضار النافع المعطي المانع.

– عزة القهر، والغلبة لكل الكائنات، فهي كلها مقهورة لله خاضعة لعظمته، منقادة لإرادته، لا يتحرك منها متحرك إلا بحوله، وقوته.

ومن آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم:

أولًا: الإيمان بالله عز وجل ، وأن من أسمائه: العزيز الذي لا يُغلب، ولا يُقهر، يعطي الشجاعة والثقة به سبحانه، لأن معناه أن ربه لا يُمانع، ولا يرد أمره، وأنه ما شاء كان، وإن لم يشأ الناس، وما لم يشأ لم يكن وإن شاؤوا، والمتأمل في قصص الأنبياء والرسل يجد ذلك واضحًا جليًا، فمن ذلك قصة موسى عليه السلام ، عندما حاول فرعون أن يمنع خروج هذا الصبي بأن أمر بقتل جميع الذكور من بني إسرائيل، لأنه علم أنه سيخرج فيهم نبي ينتزع منه ملكه، ولكن يأبى الله العزيز إلا أن يتم نوره، ولو كره الكافرون، فولد موسى عليه السلام ، وتربى في قصر فرعون، وفي بيته، وتحت رعايته، ولما حاول قتله أهلكه الله، وقائده هامان، وجنوده أجمعين، وغيرها من القصص..

ثانًيا: أن العزيز في الدنيا والآخرة هو من أعزه الله، قال تعالى: ” قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ” آل عمران: 26، فمن طلب العزة فليطلبها من رب العزة، قال تعالى: ” مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ” فاطر: 10.