قدم رسامون وكتاب سيناريو جزائريون ومن بلدان عربية بالمهرجان الدولي الـ 11 للشريط المرسوم (فيبدا) المنظم بالجزائر كتابا مشتركا في الشريط المرسوم حول الهجرة في البلدان الإفريقية والعربية.
ويتطرق هذا المؤلف الصادر بتونس في 2017 إلى الظروف الحياتية الصعبة التي يعيش في ظلها المهاجرون والمهجرون من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء والبلدان العربية خارج أوطانهم ومختلف أشكال العنصرية التي يتعرضون لها.
وجاءت الأشرطة المرسومة في قالب بسيط ومعبر، غير أنها تبعث على الحزن والألم وقد قام أغلب الرسامين بتجسيد شخصيات المهاجرين في صورة أرواح ميتة، كما اعتمدوا اللونين الأسود والأبيض للتعبير عما يختلج صدورهم من أسى وغضب على هذا الواقع.
ومن عناوين النصوص المقدمة “حياة معلقة” للرسام وكاتب السيناريو اللبناني براق ريما الذي يتطرق إلى العنف والعنصرية الممارسين ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في البلدان المغاربية.
وقدم من جهتهما الرسام الجزائري كمال زاكور وكاتبة السيناريو عبير القاسمي قصة درامية عن هجرة عائلة نيجيرية باتجاه الشمال ينتهي بها المطاف بالموت عطشا في الصحراء.
وأما الرسام وكاتب السيناريو المصري “ميجو” فينتقد الواقع الاقتصادي والاجتماعي لبلده من خلال قصة عائلة مصرية تهاجر سرا في قارب باتجاه أوروبا.
وجاءت نصوص الإصدار في سردية شعرية جميلة باللغة العربية الفصحى، غير أن بعض الكتاب اعتمدوا على لهجاتهم المحلية، ويبدو هذا اختيارا ذاتيا من الفنانين لإيصال رسالاتهم الفنية.
وصدر الكتاب عن مخبر “619” التابع للمنظمة الأوروبية غير الحكومية “روزا لكسمبورغ” في إطار إقامة فنية بتونس كان الهدف منها التوعية بمشاكل المهاجرين واللاجئين، استنادا إلى قصص وشهادات حية.
ويهدف مخبر “619” -الذي تأسس في 2013- إلى التعريف بالفن التاسع في تونس وترقيته وفقا للرسامة وعضو المخبر الفرانكو – تونسية نادية ذهب.
وعرف المهرجان توافد أعداد كبيرة من الشباب الذين قدموا من مختلف مناطق الجزائر وتنكروا بأقنعة وأزياء مبهرة تعود لأبطال الأشرطة المرسومة والرسوم المتحركة وألعاب الفيديو اليابانية على غرار “دابي” و”كانيكي” و”توشيرو هيتسوغايا” و”ناروتو” وكذا رجال عصابات “الياكوزا”.
وخصص المنظمون ضمن مسابقة “الكوسبلاي” التي ينظمها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بالتعاون مع منشورات “زاد لينك” خمس جوائز نقدية، حيث تبلغ قيمة الجائزة الأولى عشرة ملايين سنتيم والثانية والثالثة 8 ملايين لكل منهما، في حين تبلغ الرابعة 6 ملايين والخامسة 4 ملايين.
وعلى عكس الطبعات السابقة التي تجاوز فيها متنافسو “الكوسبلاي” الـ 130 شخصا، فرض المنظمون هذا العام شروطا جديدة لدخول المسابقة، وهذا بهدف الرفع من مستواها على غرار ضرورة حياكة المتنكرين لملابسهم بأنفسهم ثم اختيار أصحاب أفضل الأزياء لإدراجهم ضمن المسابقة، وفقا للمنظمين.
وشهدت من جهة أخرى فضاءات بيع كتب الشريط المرسوم وخصوصا المانغا اليابانية بمختلف فئاتها العمرية على غرار الشونن والشوجو والسينن توافدا معتبرا لمحبي الفن التاسع. كما تجمع محبو الشريط المرسوم لاقتناء الأزياء والقبعات والأقنعة والأسلحة البلاستيكية والمجسمات التي تعود لأبطالهم الخارقين، بالإضافة لمختلف الأدوات المستعملة في الرسم والتلوين، في حين قصد آخرون ورشات الرسم لتعلم أبجديات هذا الفن.
وفي الجناح المخصص لكندا ضيف شرف هذه الطبعة، شكل المعرض الخاص بتاريخ الشريط المرسوم الكندي وخصوصا منطقة كيبك فضاء للقاء والتبادل بين الرسامين والجمهور.