اسدال الستار على الصالون الوطني للكتاب.. تجربة كشفت الكثير من النقائص

اسدال الستار على الصالون الوطني للكتاب.. تجربة كشفت الكثير من النقائص

شكّل الصالون الوطني الأول للكتاب، إشارة لعودة النشاط الأدبي في العاصمة، رغم الاقبال المحتشم للزوار، الذين جاءوا لاكتشاف الجديد الأدبي المقترح من قبل بعض الناشرين مع تخفيضات مغرية.

كما يعد هذا الحدث الأدبي، إشارة لاستئناف النشاطات الثقافية، بعد سنة من التوقف بسبب تفشي وباء كورونا، وأحد الصالونات الأولى المخصصة للكتاب من تنظيم ناشرين خواص، تحت إشراف المنظمة الوطنية لناشري الكتب.

وبالنظر إلى الإجراءات الصحية، فإن الاقبال على أروقة الجناح المركزي لقصر المعارض بالصنوبر البحري، كان “محتشما”، مقارنة بالصالون الدولي للكتاب بالجزائر، الذي كان يجتذب في المتوسط 100.000 زائر يوميا.

كما تميز الصالون بتقليص مساحات العرض، التي يشغلها الناشرون، حيث لم يشغلوا الأجنحة المهيأة والمعروفة لدى المعتادين على الصالون الدولي للكتاب بالجزائر.

وشارك بعض الناشرين في هذا الصالون بعناوين جديدة في الأدب والتاريخ والتراث وكذا القصص والشهادات.

واقترحت منشورات القصبة 20 عنوانا بالفرنسية، من بينها “القبلة والعضة” لياسمينة خضرا، و”عبقرية شريرة” لنجيب اسطنبولي، و”زالدا” لمريم قماش، و”مهاجرون بلا أسماء” لتوفيق بلفاضل.

أما الناشر العمومي، (الشركة الوطنية للنشر والاشهار)، فدعت قراء أعمال مرزاق بقطاش، الذي توفي مؤخرا، إلى اكتشاف روايته الأخيرة “كواترو”، فضلا عن كتّاب آخرين على غرار ربيعة دويبي، عن قصتها الخيالية “يوميات شابة مصابة بالفصام”.

أما مشاركة دار الشهاب للنشر، فاقتصرت على بعض الإصدارات الجديدة، سيما روايات الكاتبة الجزائرية المقيمة في كندا، نصيرة بلولة، و”التاريخ والجغرافيا”، أول رواية لياسمينة خضرا، في حين سجلت دار نشر “حبر” حضورها بعشرة عناوين جديدة سيما “حمامات الجنة” لعبد القادر خليل.

وفيما يخص الأدب باللغة العربية، فإن دار نشر الاختلاف، اقترحت “الرقصة” لربيعة جلطي، و”نيرفانا” لأمين الزاوي، و”زنقة الطليان” لبومدين بلكبير.

وعلى الرغم من التخفيضات في أسعار الكتب، والتي وصلت بالنسبة لبعص الناشرين إلى 50 %، إلا أن المبيعات ظلت منخفضة -حسب تصريحات العارضين- الذين يسعون إلى جلب قراء يبحثون عن كتب صادرة في الخارج.

في هذا الصدد، صرح بعض رواد التظاهرات الأدبية، لـ “وأج” أنهم “غير راضين” عن الأعمال الجديدة التي اعتبروها “غير جذابة”، مشيرين إلى “ندرة الروايات الجديدة للشباب”، كما تأسف بعض الآباء لاكتفاء الأطفال بـ “مختصرات لأعمال كلاسيكية من الأدب العالمي”.

على الرغم من التخفيضات في أسعار الأعمال المعروضة، وتخفيض تأجير الأجنحة التي بلغت 3800 دج عوض 6000 دج للمتر المربع، حيث بدا أن الزوار والناشرين “غير متحمسين كثيرا” لهذا المعرض.

وبالنظر إلى أن قطاع النشر قد تأثر بشكل كبير من تفشي وباء كورونا، فإن عديد الناشرين أكدوا أنهم “غير قادرين على إصدار منشورات جديدة وتحمّل تكاليف أي صالون”.

أما على الصعيد التنظيمي، فإن هذه الطبعة قد تميزت بإلغاء عدد كبير من الندوات المدرجة في البرنامج الثقافي والمهني، لهذا الصالون، على غرار اللقاءات والنقاشات حول الكتاب المدرسي وحماية حقوق المؤلف وقرصنة الأعمال الأدبية.

وتحمّل المنظمة الوطنية لناشري الكتب، على لسان رئيسها، المسؤولية للمتدخلين الذين انسحبوا، متأسفا “لغياب الاتصال” من المؤسسات التي كانت ستنشط هذه “المواعيد الملغاة”.

كما أعرب عديد العارضين، عن أسفهم لغياب الترويج والاتصال حول هذه التظاهرة.

أما على مستوى الوقاية الصحية، فإن البروتوكول المفروض من السلطات المسؤولة، قد تم تطبيقه بشكل جد صارم، من خلال مداخل ممنوعة على الفئة العمرية التي تقل عن 16 سنة، وارتداء القناع وضرورة قياس الحرارة وتوفير المحلول المعقم والحد من التجمعات.

تجدر الإشارة إلى مشاركة أكثر من 200 عارض في هذا الصالون، الذي فتح أمام الجمهور إلى غاية 20 مارس الجاري.

ق/ث