يُؤثر استقرار العلاقة الزوجية بشكل مباشر على تربية الأطفال واستقرارهم، فالطفل يراقب عن قرب ويقلد تصرفات الوالدين، فيصرخ عند سماع الصوت العالي بين الوالدين، وقد يهين أحد والديه إذا كان يتحدث عن شريكه بشكل سيئ، أو بدون احترام، والعكس صحيح، فسيقدر والديه إذا كانا متفاهمين ومتحابين لبعضهما، وهذا سيجعل الابن واثقاً من نفسه، ولا يخاف من العلاقات الاجتماعية.
ومعروف أن الطفل في مرحلة النمو يحتاج إلى الحب والإحساس بالأمان والحماية، وهذا ما يوفره بيت مليئ بالحب والتفاهم بين الوالدين، فصورة الزوجين التي ترتسم أمام الأطفال وهما على قلبٍ واحد في الرأي والتوجه تعطي انطباعاً نفسياً قوياً لديهما، عن متانة العلاقة بين والديهما، وحتى لو وجدت بينهما اختلافات، فالتفاهم الذي بينهما كفيل بجعلهما يتخطيان هذه الاختلافات بكل رقي وسمو في العلاقة، وهذا يرسخ لدى الأبناء أهمية وجود هذا التفاهم، فينمو الأطفال على أهمية التفاهم والانسجام، وسيشاهدونه واقعاً عملياً ماثلاً أمامهم، بل وسينفذونه في علاقاتهما المستقبلية.
ففي الأسر الناجحة يتعلم الأولاد من الوالدين التسامح والحوار والتفاهم وضبط اللسان وعدم التفوه بالكلمات الجارحة وحفظ الخلافات سراً، فلا يطلع عليها أحد، وعندما يتزوجون يقتدون بهذا السلوك الراقي عند الخلاف.
وهناك آباء وأمهات غير متعلمين ويكون سلوكهما كأزواج وزوجات قمة في الرقي والأدب، ويكونون مدرسة رائعة يتعلم منها أولادهم فن الحياة الزوجية والتعامل مع شريك الحياة.
ق. م