استقالة وزيرة لبنانية ونائب.. قتيل من الأمن في “يوم الحساب”

استقالة وزيرة لبنانية ونائب.. قتيل من الأمن في “يوم الحساب”

 

توالت في لبنان استقالات عدة لمسؤولين بين وزراء ونواب، بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت، وسط غضب شعبي متنام.

واستقالت وزيرة الإعلام اللبنانية، منال عبد الصمد، الأحد، من الحكومة على وقع الأزمة التي يعيشها لبنان لا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت.وقالت في مؤتمر صحفي: “بعد هول كارثة انفجار بيروت، وانحناء أمام دماء الشهداء، وتجاوبا مع الإرادة الشعبية للتغيير، استقيل من الحكومة، متمنية للبنان استعادة عافيته”.

وأضافت: “أعتذر من اللبنانيين الذين لم نتمكن من تلبية طموحاتهم.. التغيير بقي بعيد المنال”. وكذلك استقال البرلماني نعمة افرام، من مجلس النواب اللبناني في مؤتمر صحفي أيضا.في حين أفادت إذاعة “صوت لبنان”، أن وزير البيئة دميانوس قطار قد يعلن استقالته في مؤتمر صحافي ،ولم يصدر تصريح رسمي من الوزير بعد.

وتأتي الاستقالات غداة إعلان كل من رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” سامي الجميّل، استقالة نواب حزبه الثلاثة من مجلس النواب”، وكذلك إعلان النائب بولا يعقوبيان استقالتها، داعية في حسابها على “تويتر” من وصفتهم بنواب الأمة، إلى “تقديم استقالات جماعية من مجلس العجز والخذلان”.وكان أيضا عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي”، النائب مروان حماده، قدم استقالته من مجلس النواب على خلفية انفجار مرفأ بيروت.

وتوالت الأحد الدعوات للعودة إلى الشارع للتظاهر ضد السلطة الحاكمة غداة تظاهرات ضخمة ومواجهات عنيفة بين القوى الأمنية ومحتجين اقتحموا وزارات عدة مطالبين بـ”الانتقام” والمحاسبة بعد انفجار مرفأ بيروت، الذي حول العاصمة إلى مدينة “منكوبة”.

ولا تزال عمليات البحث عن عالقين تحت أنقاض المرفأ المدمر والأحياء المتضررة في محيطه مستمرة.

وما تزال تسود حالة من الغضب في الأوساط اللبنانية، على وقع انفجار الثلاثاء بمرفأ بيروت، حيث خرجت احتجاجات واسعة في العاصمة، تطالب بمحاسبة المسؤوليين عن الحادث المأساوي.

وأدت الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت في العاصمة بيروت، إلى مقتل عنصر من قوى الأمن الداخلي، وإصابة 490 شخصا آخرين، بحسب ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام.ونقلت الوكالة اللبنانية عن غرفة عمليات جهاز الطوارئ والإغاثة في الجمعية الطبية الإسلامية، أن 490 أصيبوا خلال “تصادم بين القوى الأمنية والمحتجين” في ساحة الشهداء وسط بيروت، وأن مسعفي الجهاز عملوا على “إسعافهم ميدانيا ونقل 90 منهم إلى مستشفيات العاصمة”.

من جانبها، أعلنت قوى الأمن الداخلي عن مقتل الرقيب أول توفيق الدويهي وإصابة أكثر من 70 عنصرا تابعا لها، نتيجة “أعمال شغب” خلال “مهمة حفظ الأمن والنظام تزامنا مع التظاهرة التي نظمت السبت”، بحسب ما جاء في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي.ونفت قوى الأمن “شائعات” بأن عنصرها القتيل قد سقط بالرصاص، مشيرة إلى أنه قتل “خلال قيامه بعملية حفظ أمن ونظام أثناء مساعدة محتجزين داخل فندق Le Gray، بعدما اعتدى عليه عدد من القتلة المشاغبين”، على حد تعبيرها.وبحسب ما جاء في بيان قوى الأمن، فإنه خلال المظاهرة تم القبض على “20 شخصاً ضُبط بحوزة أحدهم مخدرات، وتبيّن نتيجة إجراء الفحوصات، أن 13 منهم من المتعاطين”.وجاءت الاحتجاجات تحت عنوان “يوم الحساب”، التي دعا إليها ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك دعوات للحشد الأحد في بيروت.واقتحم محتجون غالبيتهم من المتقاعدين العسكريين، مبنى وزارة الخارجية، ورفع بعضهم لافتة كُتب عليها مقر “بيروت مدينة منزوعة السلاح”، و”مقر ثوار 17 تشرين”.

وفي وقت لاحق، أخرج الجيش اللبناني المتظاهرين من وزارة الخارجية في العاصمة بيروت، بحسب ما أكدته مصادر رسمية لبنانية.وعلق المتظاهرون أبرز الرموز السياسية في لبنان على المشانق بساحات بيروت، وسط دعوات لمحاسبة الطبقة الحاكمة والإطاحة بها، على خلفية انفجار مرفأ بيروت.وإزاء هذه التطورات، أعلنت السفارة الأمريكية في بيروت، “دعمها للمتظاهرين في حقهم بالاحتجاج السلمي”، مطالبة “جميع المعنيين بالامتناع عن العنف”.في المقابل، أعربت قيادة الجيش عن “تفهمها لعميقللوجع، والألم الذي يعتمر قلوب اللبنانيين، وتفهمها لصعوبة الأوضاع التي يمر بها الوطن”.ودعا رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، إلى عقد انتخابات نيابية مبكرة، للخروج من الأزمة الحالية التي تفاقمت بالانفجار الكارثي في مرفأ بيروت.وقال دياب في خطاب جديد إنه سيطرح الاثنين أمام البرلمان مشروع قانون انتخابات مبكرة، قائلا إنه السبيل الأمثل لإخراج البلاد من أزمته الحالية.وخلف الانفجار الهائل في مرفأ بيروت حفرة بعمق 43 مترا، وفق مصدر أمني نقل عن تقديرات لخبراء فرنسيين في الحرائق أُرسلوا إلى المكان.