الجزائر- تعرف المشاريع الجوارية التابعة للتنمية الريفية بعنابة، خلال الأشهر الأخيرة، صعوبات كبيرة مرتبطة أساسا بوعورة التضاريس التي تتميز بها المناطق المهجورة، خاصة بعد الهجرة الجماعية للعائلات ونزوحها إلى التجمعات السكانية الكبرى منها البوني والحجار وسيدي عمار وعنابة مركز من أجل البحث عن الاستقرار.
تشير الأرقام المقدمة من المجلس الشعبي الولائي في دوراته السابقة إلى أن عنابة قد حظيت بعدة برامج تنموية تدخل في إطار انتعاش التنمية الريفية، وذلك بتخصيص غلاف مالي قدره 30 مليار سنتيم موجه لتعمير المناطق الريفية بالسكان وتدعيم نشاطاتهم بتجهيزات الري والعتاد الفلاحي، مع تأهيل الأراضي عن طريق الامتياز والتي قدرت بـ 20 مليار سنتيم، حيث تم توزيعها على مستوى 7 مناطق، ويتعلق الأمر بكل من بلديات الشرفة وبرحال والتريعات وعين الباردة وكذلك الحجار ووادي لعنب، على أن تستفيد منها20 ألف عائلة، إلا أن تجسيد هذه المشاريع الضخمة على أرضية الواقع لم يتحقق إلا نسبيا لأسباب ترجعها المصالح الولائية إلى غياب التخطيط الإستراتيجي، بالإضافة إلى رفض الفلاحين وأصحاب المستثمرات خدمة الأرض، خاصة أن أغلبهم قد هجروا قراهم تاركين وراءهم ممتلكاتهم وأرزاقهم بسبب همجية الارهاب.
ولاحتواء ملف استقرار السكان بعنابة، أفرجت المصالح الغابية بعنابة عن برنامج غرس ألف شجرة زيتون وإنشاء مئات من خلايا النحل وعشرات الاسطبلات ووحدات تربية الدواجن ونقاط السقي من آبار وأحواض مائية وغيرها من مشاريع فتح المسالك وانجازها وتهيئتها، وحسب تقرير لجنة التجهيز والتهيئة العمرانية بالمجلس الولائي، فان أغلب هذه المشاريع معطلة، وأخرى لم تدخل حيز التشغيل، مثلما هو الشأن بالنسبة لعدة مشاريع موجودة خاصة بسرايدي وبرحال.
وفي هذا السياق، اشتكى العديد من سكان المداشر من ضياع مئات الاسطبلات وخلايا النحل التي أنجزت في إطار برنامج الإنعاش الاقتصادي، جراء رداءة الأحوال الجوية خلال الموسم الماضي.