السؤال
بعد أن انتقلت لعمل جديد وجدت أن بيئة العمل غير صحية؛ بسبب النميمة والضغط النفسي؛ مما سبب لي أعراضاً نفسيةً كالوسواس القهري والقلق، ولم تظهر عليّ أي أعراض جسدية، حتى تابعت مع طبيب وأعطاني العلاج، وتعافيت -بفضل الله-.
ولكن بعد إصابتي بنوبات القلق ظهر لدي ألم في الكتف الأيسر، مع تشنج في الفخذ الأيسر أيضاً، واضطراب وتشنج في القولون.
أتمنى إرشادي ماذا عليّ أن أفعل؟
عبد الحفيظ. م
الجواب
القلق النفسي شائع جدًّا على المستوى المرضي، والقلق النفسي العادي نعتبره طاقةً مطلوبةً؛ لأن الذي لا يقلق لا ينجح، فالقلق في حدِّ ذاته لابد أن يكون هنالك جزء صحي منه موجود لدى أي إنسان.
بخصوص ألم الكتف الأيسر والتشنُّج في الفخذ واضطراب القولون: هذا طبعًا دليل على وجود القلق أيضًا، والقلق قد ينتهي في ظاهره النفسي، لكنه يظلُّ قلقًا مقنَّعًا داخليًّا، وبما يحتويه من توتر يتحول إلى توترات عضلية، وأكثر العضلات التي تتوتر هي عضلات القولون، لذا يحدث لبعض الناس ما يُسمَّى بالقولون العُصابي، والذي تعارف الناس أن يُسمونه بالعصبي، لكن الكلمة الصحيحة هي (العُصابي).
بخصوص الألم في الكتف الأيسر فمعروف أن الذبحات القلبية ربما تكون أحد أعراضها الألم في الكتف الأيسر، أو في اليد اليسرى، لذا يربط الناس هذا العرض مع الأمراض القلبية، لكنّه طبعًا في حالتك نفسي ولا شك في ذلك.
والتشنج في الفخذ الأيسر أيضًا قطعًا هو نوع من الانقباضات العضلية التوترية، أي الناتجة من القلق النفسي.
ما أنصحك به هو أن تدخل في برنامج رياضي، برنامج رياضي مُلزم، أي نوع من الرياضة التي تستطيع أداءها، يا حبذا ولو بمعدل ساعة يوميًا، أو على الأقل أربع مرات في الأسبوع، فالرياضة سوف تفيدك كثيرًا.
والأمر الآخر هو: يجب أن تتجنب النوم النهاري، وتتجنب السهر في ذات الوقت، هذا أيضًا ضروري جدًّا، النوم الليلي المبكّر، تجنب السهر، هذه كلها تطور الصحة النفسية والجسدية عند الإنسان.
احرص طبعًا ألَّا يزيد وزنك، واحرص على الناحية الغذائية، وكن شخصًا حريصًا على صلاتك الاجتماعية، والقيام بواجباتك الاجتماعية، والدينية، وطوّر نفسك على مستوى المهنة، هذا إن شاء الله يصرف عنك أي نوع من القلق السلبي المحتقن.
بقي أن أقول لك: أنه لا مانع أن أصف لك دواءً بسيطًا جدًّا، يُساعد كثيرًا في علاج تشنُّجات القولون وبقية التوترات العضلية الأخرى الناتجة من القلق المُقنّع:
الدواء يُعرف باسم “…” وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، وهي جرعة سليمة جدًّا، تتناوله بجرعة خمسين مليغرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.
د/ عمر. ش