السؤال
معاناتي مع ابني البكر والوحيد، وعمره الآن 3 سنوات، بدأت معاناتي منذ أن بلغ عمره السنتين ونصفا، عندما شاهدت أنه متأخر لغويا عن أقرانه الذين في عمره، ابني بدأ يذهب إلى الروضة، ويلعب وسط الأطفال ولكن
لا يلعب معهم، ولا يقوم بالتقليد، يوجد تحسن منذ انضمامه للروضة حيث بدأ يجلس مع الأطفال على الكرسي، ذهبت به مؤخرا عند أخصائية الطب النفسي للأطفال، وشخصت حالته منذ الحصة الأولى، واعتمادا على أجوبتنا لأسئلتها عن سلوكه، أن لديه توحد خفيف.
ملاحظاتي عليه لخصتها كالآتي:
ـ كان نموه عاديا، إلا أنه الآن لا ينطق إلا بضع كلمات.
– يفهم كل الأوامر.
ـ ينظر بعينه في عيني ويحاول التفاعل مع تعابير فمي عند الكلام.
ـ لا يستجيب لنداء اسمه إلا نادرا.
ـ لا يؤشر إلى الشيء الذي يريده، بل يمسك بيدي، أو أي أحد في العائلة ويذهب به إلى الشيء المراد.
ـ ليست لديه مشكلة مع الحضن والتقبيل.
ـ لا يسبب لي مشاكل خارج البيت مع الأهل والأقارب.
– يجري في البيت كثيرا، وفي بعض الأحيان يجلس ليتصفح الكتب ولا يمزقها.
ـ لا يظهر نوبات من الغضب، ونومه جد طبيعي، ويعرف المخاطر، فعندما أحمله في مكان مرتفع يرتعب، عندما أضع شيئا حارا بجواره ينفر منه.
ـ حركته متزنة بشكل ملفت، فينزل سلم الدرج منذ أن كان عمره عام، بثقة وتوازن.
ـ ينطق أكثر الحروف، ولكن غير مركبة ولا مفهومة.
ـ يضع يده أحيانا في أذنه عند نهره وسماعه لبعض الأصوات، ويرفرف بيده عند الفرح ولكن نادرا.
ـ لا يركز إذا نظرنا أو أشرنا لشيء ما.
سعيدة. غ
الجواب
أنا لا أريد أن أبعث لك رسالة طمأنة قد لا تكون دقيقة، لكني بأمانة وصدق، ومن خلال وصفك الجميل هذا لتصرفات ابنك وسلوكياته ومستوى تفاعله الاجتماعي والوجداني ومقدراته، أستطيع أن أقول وأنا على درجة عالية جدًّا من اليقين، أن ابنك ليس لديه المعالم الرئيسية لمتلازمة التَّوحد الشديدة أو المتوسطة، وهذا ممكن جدًّا، لكن ربما يكون لديه شيءٌ ممَّا نسميه بالطيف التوحدي، والآن – وحسب التشخيص الأمريكي الخامس للأمراض النفسية – التَّوحد أصبح يُنظر إليه كمسلسلٍ طويلٍ، كطيفٍ، بدايات قد تكون بسيطة جدًّا ونهايات شديدة ومُطبقة جدًّا.
ابنك قطعًا ليس لديه المتلازمة بمعناها المفهوم، ربما يكون لديه بعض السمات التوحدية البسيطة، وهذه موجودة لدى الكثير من الأطفال، وعلاجه أيتها الفاضلة الكريمة سهل جدًّا، هو المزيد من التفاعل الاجتماعي والوجداني، وتحفيز الطفل، وأن نعطيه الفرصة أن يلعب مع أقرانه، وأن تقومي أنت بملاعبته، لكن يجب أن تنزلي إلى مستواه العمري، واللغة سوف تتطور بالتكرار، أينشتاين لم يتكلم إلا في سن الخامسة، وحين سُئل عن ذلك في وقتٍ لاحق: “نعم لم أتكلم لأني في ذات الوقت لا يُوجد ما أتكلم عنه”.
ولا بأس أبدًا من أن تتواصلي مع الطبيب من أجل المتابعة، أنا أرى أن ابنك بخير، وسوف يظل -إن شاء الله تعالى- بخير، وأرجو ألا تأخذك العاطفة وتفرضي حماية مُطلقة على طفلك، لا، طبِّقي عليه الأسس التربوية الصحيحة، يجب أن يعرف (نعم)، يجب أن يعرف (لا)، يجب أن يُنهى بصورة إيجابية عن الخطأ، ويُحفَّز حول ما هو إيجابي، وأن نساعده لتوسيع مهاراته ومداركه من خلال التواصل الاجتماعي.