السؤال
أنا شاب، عمري 27 سنة، ووزني 75 كلغ، أصبت بمرض الصرع عندما كان عمرى 18 سنة، ذهبت إلى الطبيب الأخصائي فقال لي: أنت مصاب بالصرع العام، ووصف لي علاج “…” حبتين لمدة يومين، لم أكن ملتزما بالدواء، أتناوله وأتركه من تلقاء نفسي إلى أن أتتني نوبة أخرى في عمر ١٢ سنة، حينها أدركت أنه لابد من أخذ العلاج بجدية.
الحمد لله لم تنتابني أي نوبة منذ 6 سنوات، وأنا مستمر على العلاج، منذ 6 أشهر وأنا أعاني من ضغط نفسي كبير وقلق دائم، في إحدى المرات كنت قد نسيت أخذ الجرعة الصباحية، وأصبت بجوع شديد، أصابني الخوف من أن تأتيني نوبة صرع رغم أنها لم تعاودني منذ 6 سنوات.
أصبت بشعور غريب كأن دمي ينسحب، وضيق التنفس، وضعف عام، وضباب في الرؤية، ظننت أنها تهيؤات لنوبة صرعية تكررت معي تلك الحالة عدة مرات، ذهبت للطبيب، وقال لي 90 % بأنها خوف وهلع لا علاقة للصرع بها
أسئلتي:
1- كيف أتخلص من قلقي تجاه الصرع وأمارس حياتي بشكل طبيعي؟
2- هل أحتاج لطبيب نفسي؟ علما أنني خائف من أخذ الأدوية النفسية؛ لأني قرأت بأنها تحفز بؤرة الصرع.
3- ما هي آخر التطورات في علاج الصرع نهائيا؟
عبد الحميد .ر
الجواب
العلاج الرئيسي لمرض الصرع هو الالتزام التام بالدواء، الالتزام بصورة مطلقة جدًّا وعدم التهاون في تناول العلاج، والحمدُ لله أنت مستبصرٌ بهذا الأمر.
وبالنسبة للحالة التي تعاني منها الآن: هي نوع من المخاوف القلقية البسيطة، والذي انتابك هو نوع من القلق التوقعي، تخوّفك من حدوث النوبات الصرعية أدخل عليك شيئا من الخوف وشيئا من القلق، وأنا أعتقد أن تجربتك الآن مع هذا المرض هي تجربة ناضجة، ويجب أن تُدرك أن النوبات لا تأتي للإنسان ما دام مستوى العلاج في الدم في وضعه الصحيح.
وكلّ الذي أنصحك به هو الاستمرار على علاجك، وبالنسبة للذهاب إلى الطبيب النفسي: أعتقد أن ذلك سوف يُطمئنك، أن تجري حوارًا ونقاشًا مع طبيب نفسي متفهم؛ هذا في حدِّ ذاته يُعتبر دافعًا إيجابيًا وجيدًا لك، وربما يصف لك الطبيب دواءً بسيطًا”…” بجرعة خمسة مليغرام فقط ربما يكون كافيًا جدًّا، وهذا قطعًا لا يُحفّز البؤرة الصرعية.
فاذهب إلى الطبيب النفسي وقابله، وفي ذات الوقت أريدك أن تتجاهل هذه المخاوف بقدر المستطاع، وأنت الحمد لله بخير وعلى خير، وما دمتَ تتناول الدواء بانتظام فهذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك.
حياتك يجب أن تكون حياة طبيعية، حياة فاعلة، حياة سعيدة، الحمد لله تعالى لديك كل أسباب السعادة، فلا تعش أبدًا تحت تهديد المرض، وعليك بالدعاء – يا أخي – الدعاء مهمٌّ جدًّا جدًّا خاصة في مثل هذه الحالات ومثل هذه الأمراض. نسأل الله أن يعافيك وأن يشفيك وأن يحفظك، ويحفظنا جميعًا من كل بليّة.
وحسب ما أعرف أن هذا هو آخر التطورات في علاج الصرع، وإن لم يكن أمرًا جديدًا، لكنه متطور، ونحسب أن المزيد من الفتوحات إن شاء الله تأتي في هذا المجال.
أكرر مرة أخرى: الالتزام بالعلاج والمراجعة المستمرة مع الطبيب وأن يعيش الإنسان حياة طبيعية هي الأسس الناجحة جدًّا لعلاج الصرع، والاستجابات والمآلات العلاجية ممتازة جدَّا إن شاء الله تعالى.
د/ عمر. ش