السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 34 عاما، طولي 193 سم، ووزني يفوق 125 كيلوغراما، وأنا أعلم أني أحمل وزنا زائدا، ومشكلتي ليست وليدة اليوم، بل هي منذ بداية الشباب، وعندما كان وزني لا يزيد عن 103 كيلوغراما، وقبل أن أحمل الوزن الزائد، وهي مشكلة فرط التعرق بشكل لا يطاق.
أماكن إفراز العرق عندي هي: الوجه، والرأس، وخلف الأذنين بشكل كبير جدا، وتحت الإبطين بشكل أقل، لكنه كبير، وفي الآونة الأخيرة بالذات وخلال الصيف الماضي بدأت ألاحظ وجود العرق على أعلى الصدر، من خلال تبقعه على الثوب.
يبدأ العرق بالإفراز عندي سواء كنا نهارا أو ليلا -مع عدم وجود الشمس- بممارسة المشي، بمجرد المشي فقط يبدأ العرق بالنزول، حتى إن المحارم الورقية لا تصلح معي في تجفيفه؛ مما يضطرني لاستخدام مناديل قماشية، وبمجرد الجلوس أو الراحة لمدة 5 أو 7 دقائق يبدأ العرق بالجفاف، وكأن شيئا لم يكن.
وما ألاحظه أني عندما أكون في مكان معتدل الحرارة أو بارد، ولا أمارس أي نشاط جسماني؛ فإنه لا يوجد عرق البتة، أما إذا مارست المشي، أو انشغلت بعمل أي شيء بالمنزل فالعرق يبدأ بالإفراز مما يحرجني كثيرا.
أرجو منكم إفادتي عن حالتي.
مصطفى. ن
الجواب
فرط التعرق ليس نادرا، ويعاني منه الكثير من الأشخاص، من كلا الجنسين، ويتمثل في زيادة التعرق بشكل غير طبيعي، وغير متوقع، وأحيانا دون وجود سبب يؤدي إلى ذلك العرق الزائد، فقد يصاب الشخص بفرط التعرق عندما يكون الجو ليس حارا، أو أثناء الراحة، أي لا يقوم ببذل أي مجهود، وفي أغلب الأحيان يكون في جزء معين من الجسم مثل الإبط، وراحة اليد، وباطن القدم.
والتعرق الطبيعي عملية فسيولوجية، تحدث عند ارتفاع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي، فتبدأ الغدد العرقية في إفراز العرق للتخلص من تلك الحرارة الزائدة، فتجعل الجسم باردا، وبالتالي يعود الجسم إلى درجة حرارته الطبيعية، وبذلك يعمل العرق على تنظيم درجة حرارة الجسم.
أما في حالات فرط التعرق؛ فإن التعرق الزائد يتجاوز احتياج الجسم في تنظيم حرارته، ويحدث دون أي ارتفاع في حرارة الجسم.
ويكون العلاج في هذا النوع من فرط التعرق عن طريق معرفة السبب وعلاجه، وبالتالي لا بد من عمل بعض التحاليل مثل نسبة السكر في الدم، ونسبة إفرازات الغدة الدرقية، وإذا لم تكن هناك أسباب لفرط التعرق، جسمية أو نفسية لديك؛ فإن هناك علاجا فعالا، إذا لم يكن هناك سبب مرضي يمنع ذلك بعد عمل التحاليل.
إن العلاج بالحقن الموضعي البوتكس (…) قد يفي بالغرض في مثل حالتك، وهو متوفر لدى عيادات أطباء الأمراض الجلدية أو أطباء جراحة التجميل، ويعتبر هذا العلاج من العلاجات الناجحة والآمنة في علاج حالات زيادة التعرق في الإبطين، وراحة اليدين، وباطن القدمين، وتدوم فاعليته أكثر من 6 أشهر.
د/ عمر. ش