السؤال
أنا طالب ثانوي، مشكلتي بدأت في السنة الماضية، فقد قررت أن أعمل (ريجيما) حتى يصبح جسمي متناسقا، وكان وزني 90 كيلو، وطولي 174سم، ولم أكن سمينا جداً، ولكن قدر الله وبدأت بالريجيم، وكان نظامي
الغذائي يقتصر على أكل الخضروات والفواكه فقط، فلم أكن آكل أي شيء آخر، وفي أغلب الأيام أذهب إلى المدرسة صائماً، ولا أتناول إلا وجبة واحدة في اليوم، مع ممارسة الرياضة.
كان والداي يحذرانني من أن الذي أقوم به ليس من مصلحتي، وأنني أضر نفسي، ولكني لم أكن أبالي، وعندما وصلت إلى الوزن المناسب ما بين (68-70) أخبروني أن أتوقف، فقد أصبح جسمي متناسقاً، ولكنني استمريت على نفس النظام إلى أن وصل بي الحال إلى 42 كيلو، وفي مدة 4 أشهر ونصف!!
أصبحت أشعر بتعب ووهن، فقمت بعمل تحليل شامل، فوجد أني أعاني من فقر دم حاد، وأدخلت المستشفى، بعد أن خرجت منه قررت أن أهتم بغذائي، وأعود لوزني الطبيعي، ولكن لا تزال بعض الأمراض موجودة، كالإمساك والآلام وانتفاخ البطن وتساقط الشعر.
أريد نصيحتكم في شأني، هل من الممكن أن أعود لحالتي الطبيعية؟ وهل ستختفي الأعراض عندما أعود إلى وزني الطبيعي؟ وهل من الممكن أن أطول؟
الجواب
مرض فقدان الشهية العصبي هو مرض نفسي، يتصف بالاضطراب في الأكل والانخفاض الشديد في وزن الجسم، مع الخوف من زيادة الوزن.
يعرف عن المصابين بهذا المرض أنهم يتحكمون بأوزانهم عن طريق تجويع أنفسهم، ومن أعراضه الخوف الشديد من اكتساب الوزن أو السمنة، على الرغم من النقص في الوزن، ووجود حالة من الأنيميا، ونقص الحديد في الدم التي تؤدي إلى الشعور بالكسل، والخفقان، وضيق التنفس، وتساقط الشعر والجفاف.
وبالتالي عليك زيارة طبيب نفسي للوقوف على الحالة وتشخيصها، لإخراج ما بداخلها من توتر وقلق، ولفهم طبيعة المرض كل ذلك يساعد كثيرا على الشفاء إن شاء الله، والعلاج هو أسهل ما في الموضوع، وهناك الكثير من الأطعمة تحتوي على فواتح شهية بطبيعتها.
ويمكن لك تعويض عدم الرغبة في الأكل عن طريق أكل وجبات خفيفة ومتكررة، وبعض المشروبات التي تحتوي على الحلبة والسمسم والمكسرات، وهي أطعمة تفتح الشهية، وتحتوي على سعرات حرارية عالية، ويمكن وصف الأدوية المضادة للاكتئاب في علاج هذا المرض التي تحسن الحالة المزاجية، وتعطي الشعور بالراحة النفسية، وتعالج الاكتئاب، مع الاستمرار على تناول الدواء لـ 6 أشهر متواصلة، ثم التوقف عنه، وسحبه بالتدريج عن طريق أخذ نصف قرص يوميا، ثم نصف قرص يوما بعد يوم لعدة أشهر أخرى، وهذا سوف يؤدي إن شاء الله إلى تحسن الشهية.
د/ عمر. ش