استشارات طبية.. خوف وهلع بعد جائحة كرونا، فهل سأعود لطبيعتي؟

استشارات طبية.. خوف وهلع بعد جائحة كرونا، فهل سأعود لطبيعتي؟

السؤال

خوف وهلع بعد جائحة كرونا، فهل سأعود لطبيعتي؟

قبل ثلاثه أشهر أصبت بنوبة هلع جراء كورونا بعد فترة من التوترات، وأصابني أرق وتهيج بالقولون، وبعد أسبوعين تخلصت من الخوف من كورونا ولكن بقي معي الأرق، فأدخلني في مزاج سيء، وتكاثرت عندي التوترات، فذهبت للطبيب، وأعطاني (“…”للنوم و”…”كمهدئ ) لأنه كان عندي شرود بالذهن وقلق زائد، والحمد لله ذهب عني الشرود، وخفت التوترات، ولكن يا دكتور يأتيني وقت لا أصدق فيه أني وصلت لمثل حالتي، وترسم في مخيلتي مآلات سيئة لمستقبلي، وأني سأصبح مثل فلان، وألوم نفسي لوما شديدا ربما لأنني لم أتحكم فيها في بادئ الأمر، ولكني أرجع وأقول كله مكتوب ولعله خير.

 

أشكو من وساوس كثيرة في هذه الفترة وبعضها سخيف، ولكن عقلي لا يكف عن الاسترسال فيها، منها أقول في نفسي كيف مضت 3 أشهر ولم أشفى حتى الآن؟!

 

وأشعر أني لا أحس بنفسي في بعض الأحيان، وما يؤرقني أن عقلي لا يستوعب كل هذا، وأحيانا تثار الشكوك حول عقلي للأسف، وهذا ولد عندي شعور بالغضب، وأشعر أني خسرت نفسي، وأحيانا أجد نفسي منشرحا، وأحيانا أخرى غاضب على عكس حالتي الطبيعية، أصبحت أفكر في نفسي كثيرا، وأنا لم أتعود ذلك من قبل ربما خفت وضعفت، ولكن كل الناس تخاف وتضعف.

 

عندما أخاطب نفسي خطابا عقلانيا أجد الأمر أبسط من ذلك بكثير، وأني قد حملت الأمر فوق ما أطيق، فهل يا دكتور أعيش صدمة مثلا؟!

الجواب

اضطرابات الهلع ازدادت جدًّا في زمن جائحة الكورونا، وهذا ثبت من خلال تقارير نشرتها هيئة الصحة العالمية، وتحكّم أو قوة الشخص ليست لها علاقة بهذه الأشياء، هذه الأشياء تحصل للناس غصبًا عنهم، وهذه طبعًا أعراض نفسية تحصل لبعض الناس، ولا تحصل لبعضهم، وليست لها علاقة بقوة الشخصية أو التحكم.

الحمد لله أنك تحسنت “…” يُساعد جدًّا في موضوع النوم بهذه الجرعة التي ذكرتها، ولكنه ليس فعّالاً في القلق والاكتئاب في هذه الجرعة.

الـ (…) دواء جديد نسبيًّا مقارنة بالأدوية الأخرى، وهو مفيد في الاكتئاب والقلق، ولكن حتى الآن لم يُجرَّب بصورة كبيرة حتى نستطيع أن نحكم عليه.

المهم أنه حصل تحسّنًا في حالتك، ولكن الآن ما زالت معك بعض أعراض الوسواس والقلق.

 

أنا أقترح أن تُغير “…” لدواء آخر، هو “…” عشرين مليجرامًا. ، وإن شاء الله “…” يُساعد في الوسواس والمخاوف التي معك، واستمر عليه لعدة أشهر، يفضل أن تكون ستة أشهر، حتى تختفي هذه الأعراض تمامًا، وتعود إلى حالتك الطبيعية، وبعد ذلك يتم التوقف منه بالتدرّج.

أمَّا “…” فيمكن الاستمرار عليه لفترة ثلاثة أشهر، ثم يتم التوقف منه، واستمر على “…”وحده، حتى تُكمل ستة أشهر، ثم أوقف “…” كما ذكرتُ بالتدرّج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتم التوقف منه تمامًا.

 

د عمر ش