السؤال
طفلي يبلغ من العمر سنتين، ويفهم أغلب الأوامر، وتعلم الإشارة إلى الأشياء التي يريدها منذ شهرين، وكذلك إشارة الوداع، يبدو طفلا طبيعيا لكنه متأخر في الكلام، فهو يناديني بنانا عوض ماما، ولا يقول إلا كلمات غير مفهومة، دادا، تاتا، ديدي.
تواصله الاجتماعي والبصري جيد، يستجيب للنداء بسرعة، يشير للأشياء، يعرف أجزاء جسمه، يعرف الحروف والأرقام، ذاكرته جيدة، فبمجرد أن أعرّفه على شيء، سرعان ما يحفظه، هو طفل خديج ولد في ثمانية أشهر.
تأخره في النطق سبّب مشكلة بيني وبين زوجي؛ لأنني أريد الذهاب به إلى الطبيب لإجراء الفحوصات وزوجي يعارض وبشدة أن أدخله متاهة الأطباء في هذا السن، حاولت إقناعه دون جدوى، أخاف إن ذهبت به لوحدي أن أكون آثمة لعصياني لزوجي، وفي ذات الوقت أخاف أن يحول تأخري عنه بالذهاب للطبيب دون كلامه.
سامية. م
الجواب
أرجو ألَّا تقلقي على طفلك وهذا الطفل طبيعي جدًّا، لديه التواصل البصري، ولديه التفاعل الاجتماعي، ويستجيب للنداء بسرعة، وأصبح يتعرَّف على الأشياء مثل أجزاء جسده، فالطفل من حيث الأشياء الجوهرية سليم جدًّا.
بالنسبة للكلام وتأخُّر اللغة: عمر السنتين ليس عمرًا كثيرًا، نستطيع أن نقول إن ثلاثين بالمائة من الأطفال قد لا تتطور لغتهم أثناء هذه المدة -أي مدة العامين- وخاصة بالنسبة للذكور يُعرف أن التأخُّر في الكلام أكثر حدوثًا من التأخُّر في الكلام بالنسبة للبنات.
أنا أُقدّر مستوى انزعاجك، لكن لا أرى حقيقة داعيا لهذا الانزعاج، كثير من الأطفال الذكور يتكلّمون في سِنٍّ متأخرة، يُقال أن ألبرت أينشتاين -العالِم المعروف- لم يتكلَّم إلَّا بعد أن بلغ الثالثة أو الخامسة من عمره، وحين سُئل عن ذلك قال: (أصلاً لم يكن يُوجد أي شيءٍ أتكلَّم عنه).
فلا تنزعجي، تفاعلوا مع هذا الابن، وترديد الكلمات له قطعًا سوف يُساعده، الاختلاط مع الأطفال الآخرين أيضًا سوف يُساعده كثيرًا.
لا أرى حقيقة هنالك سبب لعرضه على الطبيب، وفي ذات الوقت كوني كيّسة وفطنة، ولا تجعلي هذا الأمر يكون إشكالاً حقيقيًّا بينك وبين زوجك.
بعد ستة أشهر من الآن إذا لم يحدث شيء من التطور البسيط في لغة الطفل، فهنا يمكن أن تتحدثي مع زوجك مرة أخرى، -وإن شاء الله- يقتنع ويوافق على الذهاب بالطفل للطبيب.
ومن الأسباب التي قد تمنع الطفل من الكلام طبعًا اضطراب السمع ووجود ربط في أسفل اللسان، هذه يمكن أن تكون من الأسباب التي تطرحيها على زوجك، لأنه لا بد من تحديدها عن طريق الطبيب، هذا مجرد اقتراح وافتراض لأمرٍ قد لا تكون هنالك حاجة له أبدًا.
د/عمر. ش