استشارات طبية.. التأتأة عند طفل عمره 3 سنوات

استشارات طبية.. التأتأة عند طفل عمره 3 سنوات

السؤال

إبني عمره ثلاث سنوات و9 أشهر، يتلعثم في بعض الكلمات، ولا يستطيع قول جملة طويلة بدون تأتأة في المنتصف، يقول الجمل القصيرة بسهولة، ويعرف القراءة بالعربية والفرنسية للكلمات القصيرة، ويعرف الأرقام حتى 99. هل المشكلة تستدعي استشارة أخصائي التخاطب؟

جويدة .ج

 

الجواب

يظهر لي مما ورد في رسالتك، أن هذا الإبن من الناحية التطورية الارتقائية هو من النوع الطبيعي للأطفال، وهنالك أطفال يكون الكلام لديهم بسرعة خاصة الإناث، وتطور اللغة يعتمد على المكونات الشخصية للطفل، ومحيطه، وبيئته، ودرجة التفاعل والكلام معه. هذا الطفل من وجهة نظري لا يعاني من علة في ذكائه، وليس هنالك أي دليل لا من قريب ولا من بعيد أنه يعاني من أي درجة من التوحد، ما يأتيه من تلعثم أو تأتأة هو أمر طبيعي في مثل هذه السن عند بعض الأطفال -خاصة الأولاد-. أعتقد أن الذي يحتاجه هذا الطفل هو:

أولاً: أن نُشعره دائمًا بالطمأنينة عندما يتكلم، بأن نصفِّق له، بأن نشجعه، بأن نحمّسه.

ثانيًا: دعوه يتفاعل ويختلط أكثر بالأطفال، من هم في عمره أو أكبر منه قليلاً، لأن الطفل يتعلم من الطفل، الطفل يحس بأمان كبير حين يكون بين أقرانه ويتفاعل معهم من خلال اللعب.

ثالثًا: يمكنك أنت ووالده أن تلاعباه أيضًا، لكن حاولوا أن تنزلوا لمستواه كطفل، هذا أيضًا يساعده كثيرًا في تطوير اللغة.

رابعًا: تعليمه شيء من القرآن كسورة الفاتحة مثلاً، هذا أيضًا يؤدي إلى طلاقة في اللسان.

خامسًا: دعوه أيضًا في بعض الأحيان يردد نشيدًا مثلاً أو جزءً من نشيدًا، وتقوم بتسجيل ما يردده هذا الابن وبعد ذلك دعوه يستمع لما قام بتسجيله. هذا يؤدي إلى تحفيز داخلي كبير.

سادسًا: أنصح أيضًا بالتركيز على لغة واحدة في هذه المرحلة، مركز الكلام يتطور ويتفاعل بصورة أكثر إيجابية إذا كانت مكونات اللغة واحدة، لا أقول لا تعلموه الفرنسية، لكن أعتقد أن التركيز يكون على العربية أكثر في هذه المرحلة حتى تتطور مهارات الطفل اللغوية، ويكون مركز الكلام لديه أكثر نضجًا واستيعابًا. بالنسبة لعرضه على أخصائي التخاطب، أعتقد أنه لا مانع في ذلك، لأن ذلك سوف يجعلكم تحسون أكثر اطمئنانًا على إبنكم، وفي ذات الوقت ما يعطيه أيضًا المعالج من إرشاد سيكون مفيدًا بالنسبة لكم، لكن لا أعتقد أنه يحتاج أن يدخل في برنامج علاجي تخاطبي أساسي.

د/ عمر.ش