السؤال
منذ سبعة أشهر أصبت بارتجاع المريء، لأنني كنت أتناول الطعام في الليل وأنام بعده مباشرة، وذلك أثر على صوتي، حيث أنني أصبحت حين أتكلم أشعر بألم شديد أثناء الكلام، وذلك في الجانب الأيمن من الحلق.
عندما أبلع ريقي أو أشرب الماء أتألم، وكأن العظم يحك في بعضه، والآن أنا لا أستطيع قراءة القرآن كما في السابق، ففي السابق كنت أقرأ كثيرا بدون تعب، أما الآن فأنا عند القراءة يبدأ صوتي بالتعب من الجانب الأيمن.
السؤال الثاني: لماذا أثناء قراءة القرآن يظهر عندي العرق الذي في الرقبة؟
مع العلم أني قبل إصابتي بارتجاع المريء لم يكن يظهر ذلك، لماذا؟
عمار. ح
الجواب
في حال ارتجاع المريء تصعد إفرازات المعدة الحمضية إلى الأعلى، حتى تصل الحلق، خصوصا أثناء النوم، فتؤدي إلى الشرقة والكحة، وتؤثر في الحبال الصوتية تأثيرا مؤقتا، فتؤدي إلى ضياع الصوت، خصوصا أثناء القراءة المتواصلة، وتناولك لخليط من العسل والليمون والزنجبيل مع الماء الساخن، خصوصا قبل القراءة، يحسن ويفيد الصوت كثيرا إن شاء الله.
ومن أهم أسباب مشاكل المعدة، جرثومة تصيب المعدة تسمى جرثومة هيليكوباكتر، والتي تؤدي إلى حموضة وغثيان وقيء وألم في فم المعدة، ولذلك يجب عمل تحليل لها في البراز، وعندما تكون النتيجة إيجابية هناك علاج يسمى العلاج الثلاثي، وهو عبارة عن ثلاثة أدوية، تؤخذ لمدة 10 إلى 15 يوما، وتعطي هذه الأدوية نتائج طيبة بعد انتهاء الجرعات، وتختفي الأعراض بعد نهاية العلاج إن شاء الله تعالى.
ويمكن تقسيم الوجبات اليومية إلى وجبات خفيفة ومتكررة وبعيدة عن التوابل والمقليات، والعشاء الخفيف ليلا، وقبل ميعاد النوم بفترة مناسبة، مع محاولة وضع السرير بشكل متدرج، بحيث يكون مستوى الرأس أعلى من مستوى القدمين بحوالي 30 درجة على الأفقي، وذلك بوضع أو وصل قطعة من الخشب في رأس السرير، وساعتها قد تستغني عن الوسادة، وهذا الوضع يمنع ارتجاع الحمض إلى الحلق، ويخلصك من ألم المعدة المتكرر.
مع الإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخنا، وأخذ كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية (50000) وحدة دولية لمدة 2 إلى 4 أشهر، مع تناول حبوب الكالسيوم، ومنتجات الألبان لتقوية العظام، وتعويض نقصه؛ لأن الدراسات أثبتت نقص ذلك الفيتامين عند قطاع كبير من البشر، كبارا وصغارا، وهذا النقص يؤدي إلى آلام في المفاصل والعظام.
ومع طول النفس أثناء القراءة يرتفع الضغط في جوف الصدر، وهذا يمنع مؤقتا نزول الدم من الرأس في اتجاه القلب، وعند التقاط النفس يرجع الوضع إلى الحالة الطبيعية، ويتم السماح للدم بالنزول فيختفي الانتفاخ، وهذا وضع طبيعي لا قلق منه، وليس حالة مرضية، ومع علاج الحموضة سوف تقل تلك الظاهرة إن شاء الله.
د/ عمر. ش